تكلمت مع قبطي، وقلت له: أنتم تقولون إن عيسى جاء لكي يطهر البشرية من الآثام التي علقت بها من جراء خطيئة آدم، فصلب المسيح على كلامكم فداءً للبشرية، فمن آمن به تخلص من الإثم، فما حال من كانوا قبل عيسى وما سمعوا عن عيسى، وما آمنوا بعيسى تحديداً ولا بصلب عيسى، لأنهم لا يعرفون أنه سيوجد عيسى ويصلب على زعمكم، فما حكم هؤلاء الذين بين آدم وبين عيسى الذين ما عرفوا عن عيسى ولا سمعوا به، أليس فيهم مذنبون؟ ما موقفهم من الصلب؟ وقلت له: لا زلتم تعيرون أباكم آدم في قضية الخطيئة، وقد تاب الله عليه، وأنتم إلى الآن تقولون: إن عيسى صلب من أجل خطيئة آدم، والبشر أخذوا خطيئة آدم وصاروا ملوثين، ولا بد من الصلب.
وقلت له: ألا يمكن أن يغفر الله لعباده بطريقة أخرى غير هذه الطريقة، وكيف يرضى الله أن يكون ولده -حسب زعمكم- مغلوباً مصلوباً يبصق عليه اليهود ويجرونه على الشوك ويربطونه ويقتلونه والله ينظر إليه وما منعهم، ألا توجد طريقة ثانية أسهل عند الله لمغفرة الذنوب من هذه الطريقة الشنيعة في قتل ولده -حسب زعمكم- لكي يغفر ذنوب البشرية؟!