ومن مظاهر ضعف الإيمان: عدم استشعار المسئولية في العمل لهذا الدين، فصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا إذا دخلوا في الدين، استشعروا المسئولية فوراً، الطفيل بن عمرو رضي الله عنه وأرضاه لم يكن بين إسلامه وبين ذهابه لدعوة قومه إلى الله عز وجل زمن، بل بمجرد أن دخل في الدين أحس أن عليه مسئولية كبيرة، فطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام، فما الذي دفعه إلى الدعوة إلى الله؟ الناس اليوم يجلسون فترات طويلة ما بين التزامهم بالدين حتى يصل إلى مرحلة يدعو فيها إلى الله، لا يتحرك مباشرة، والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتحركون مباشرة، حتى إرهاب الكفار ومفاصلتهم كان يتمثل مباشرة في نفس المسلم بعد إسلامه.
ثمامة رضي الله عنه وأرضاه رئيس ومقدم أهل اليمامة لما أسر وجيء به وربط في المسجد، وعرض الرسول صلى الله عليه وسلم عليه الإسلام، ثم قذف الله النور في قلبه فأسلم، وكان يريد أن يعتمر في الجاهلية، فذهب إلى العمرة في الإسلام، قال للكفار: لا يصلكم حبة حنطة من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه قضايا مفاصلة الكفار، ومحاصرتهم اقتصادياً، وتقديم الفاعليات، والإمكانيات في سبيل الله، حصلت مباشرة؛ لأن الإيمان في قلب ثمامة استوجب هذا العمل، والمسلمين الآن لم يصلوا إلى مرحلة يتميزون فيها عن الكفار ويفاصلونهم إلا بعد فترة من دخوله في الدين.