للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مخرج لمن أكره على قول: (كفرت بالله)]

وذكر ابن القيم رحمه الله كذلك مثالاً آخر لمن أكره على الكفر وقيل له: قل كفرت بالله، فيقول: كفرت باللاهي، ويقصد: لها يلهو فهو لاهٍ اسم الفاعل، كفرت باللاهي ليس بالله سبحانه وتعالى، وإنما باللاهي، اللاهي اسم فاعل من لها يلهو، فإن قالوا له: سكن وقل كفرت بالله، فيتأول وجهاً صحيحاً من أوجه اللغة وهو حذف الياء عند السكون على معتل الآخر بالياء مثل قول الله عز وجل: {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} [طه:٧٢] هي أصلها قاضي، لكن يجوز الوقوف عليها مع حذف الياء، فيقصد أيضاً كفرت باللاه أي: الذي يلهو اسم الفاعل من لها يلهو، وبطبيعة الحال فإن الإنسان إذا وصل إلى درجة أنه يعذب ليعترف على فلان أو فلان ممن يؤذون بسببه؛ فإنه يتذكر قصة الراهب مع الغلام، لما قال له في قصة أصحاب الأخدود: فإن ابتليت فلا تدل علي، فينبغي إذاً للإنسان أن يذب عن عرضه وعن إخوانه ما قدر على ذلك وما استطاع أن يدفع عن نفسه وعن غيره الظلم.

الحالات الطارئة كثيرة، ونحن قد ذكرنا بعضاً من هذه الحالات تحت عنوان: ماذا تفعل في الحالات الآتية.

وهذه أمثلة.

والمقصود أن يطلع المسلم على أحكام دينه، وأن يقرأ في كتب العلم، حتى إذا واجهته مسألة يعرف الجواب ويعرف كيف يتصرف، ولا يصلح أن نكون من أهل الدنيا، دائماً نبدع في الأشياء الدنيوية ونعرف المخارج والطرق والأساليب، وإذا جئنا إلى الأمور الشرعية فيحدث الشيء في المسجد فيضطرب كل الناس لا أحد عنده جواب، كل واحد يقول قولاً عن جهل، يقول بغير علم، أو يقع لك شيء في أي محل، في أي مكان، في طهارة، في صلاة، في استقبال قبلة، في بيع، في شراء، في وكالة، في قسم يمين، وأنت لا تعرف كيف تتصرف، فليس هذا من صفات وسمات المسلم الجاد.

فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم للفقه في دينه واقتفاء سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يجنبنا الحرام ويباعد بيننا وبينه، وأن يرزقنا الحلال، وأن يغنينا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه والله تعالى أعلم.