لقد اعتدوا على ذات الله وشرعه، وعلى كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، واعتدوا على أنبياء الله.
فهذا أحدهم يقول في صبره على فراق المحبوب، أو المحبوبة: صبرت مثل صبر أيوب.
والآخر يقول: أيوب ما صبر صبري.
والنبي الكريم أيوب هو الذي مسه الضر فنادى الله تعالى، فقال الله عز وجل عنه:{أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ}[الأنبياء:٨٣ - ٨٤] قال العلماء: أخفى ولم يظهر الطلب وأظهر النداء، فقال: أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فكشف الله تعالى ما به من ضر، ابتلاه سنوات طويلة، فصبر ذلك النبي الكريم على بلواه، وشكا أمره إلى الله، فاستجاب له مولاه، وكشف عنه الكرب الذي أصابه وحلَّ به، وهذا يقول: أيوب ما صبر صبري! اعتداءٌ فاحش على رسل الله تعالى وعلى أنبيائه.