من الأمور أيضاً والحوادث التي تقع: أن يرجع المهتدي إلى أصدقائه القدامى بالنصيحة، ينتقي منهم واحداً وراء واحد، ما يرجع ليدخل فيهم وينتكس كما يفعل بعض الناس، مجرد ما يهتدي يعود إلى أصدقائه القدامى ويعاشرهم ويجلس معهم في مناسباتهم، وربما يلعب الورق، ويسكت عن سماع الغناء، ويقول: هذا تأليف للقلوب في سبيل الدعوة، هذه منافذ شيطانية وكلام فارغ، إما أن يكون المكان مهيأ لك لأن تدعو، أو تقول على الأقل كلمة الحق وتمشي إذا ما استجابوا وأسكتوا صوت المنكر، أو كفوا عن المنكر، وإلا لا تذهب إليهم وتخالطهم على فسقهم وتسكت عن المنكر، إما أن تذهب وتنكر وتتكلم، وإذا لم يصغوا لك؛ تمشي، أو يقفلون الأشياء ويلتفتون إليك ويجلسون للسماع.
بعض الأشخاص تابوا لما رجع إليهم بعض أصحابهم القدامى الذين اهتدوا؛ لأن العلاقات السابقة هي جسر في الحقيقة للمودة والتقبل؛ لأنه مهما كان هذا كائن بينك وبينه علاقة، أنت اهتديت وبقي على ضلالة، لكن هناك علاقة سابقة، العلاقة السابقة هذه تكون جسراً تعبر أنت عليه.
هذا شخص يقول: أحكي باختصار شديد قصة توبتي ورجوعي إلى الله، كنت أستعمل المخدرات في فترة مضت، ثم حصلت علي بعض النوائب التي لا يحسن ذكرها، ثم أخذت أبتعد عن المخدرات شيئاً فشيئاً، وفي يوم من الأيام مر بي أحد الأصحاب القدامى الذين منَّ الله عليهم بالهداية، وقال لي: أذهب معه إلى محاضرة، فوافقت، ثم بعد المحاضرة أخذني بالليل إلى إحدى المقابر في الدمام وكان فيها أحد الذين دفنوا بسبب المخدرات، وعندما رأيت الظلام الدامس لم أستطع الدخول، فأبيت الدخول ورجعت إلى البيت، وكأني أصبت بالصعقة، ثم منَّ الله عليَّ فهداني مع أصحاب لي.
فهذا الشخص الذي تاب الله عليه، رجوعه إلى بعض أصدقائه القدامى عبر جسر التواصل الذي كان موجوداً؛ قد يكون هذا سبباً للهداية، وينفتح باب خير على هذا الصديق القديم بسببك.
وآخر يقول: كنت أبحث عن السعادة، فلم أجدها، فنصحني أحد الناس وكان مثلي لا يصلي، ولا يعرف اتجاه القبلة، قال لي: هل تريد يا أخي السعادة التي كنا نبحث عنها معاً؟ قلت: نعم، قال: الصلاة، فجربت ذلك، فوجدت السعادة والإيمان في ذلك فعلاً، وكان ذلك سبب استقامتي، وأرسل الله لي هذا الشاب وإخوانه من بعده فنصحوني، ودخلت في الهداية.