خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض أربعة خطوط وكان أحد الخطوط يشير إلى مريم بنت عمران عليها رضوان الله، ثم قال لأصحابه:(أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون) هذه الأم الطيبة، وتلك الجدة الطيبة جدة عيسى عليه السلام، ولم تكن أخت هارون -أي: شقيقة- أخو موسى، وقد حصل عند بعض الصحابة شيءٌ حول هذا فأزال النبي صلى الله عليه وسلم عنهم اللبس، فجاء حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال:(بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران) والحديث في صحيح مسلم وكانوا نصارى والمغيرة ذهب ينقل إليهم رسالة من النبي عليه الصلاة والسلام، وقد نزلت فيهم آيات طويلة من سورة آل عمران فيها محاجة ومناقشة أهل الكتاب، فقال نصارى نجران مستشكلين للمغيرة:(أرأيت ما تقرءون: (يا أخت هارون) وموسى قبل عيسى بكذا وكذا) قال النصارى في نجران للمغيرة بن شعبة: أنتم تقرءون في كتابكم: (يا أخت هارون) وهي مريم عليها السلام، كيف تقولون: عن مريم أخت هارون وبين مريم وموسى وهارون كذا وكذا من آلاف السنين؟ قال:(فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم).
يعني: هذا كما يقول العامة عندنا " اسم على اسم" وكانت بنو إسرائيل يتسمون بأسماء الأنبياء تيمناً بالأنبياء، فيتسمون موسى وهارون كثيراً، ومريم أخوها هارون ليس هو هارون أخو موسى وإنما هارون آخر اسمه على اسم هارون النبي تيمناً به، فهذا هو زوال الإشكال، فمريم لما جاءت لقومها تحمل عيسى قالوا:{يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً}[مريم:٢٨].
أمها امرأة صالحة وهي زوجة عمران، فلما وضعت مريم ودعت لها أنجبت بعد ذلك عيسى عليه السلام، وكانت مريم بنت عمران امرأة كاملة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) رواه البخاري.