للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مغنون لا يعرفون سبب وجودهم في الدنيا]

عباد الله: لقد وجدنا أن في كلمات الأغاني -التي يغنيها المشاهير من المغنين والمغنيات- كفراً صراحاً وردةً معلنة عن دين الله تعالى.

كان مما غنوه قصيدة الشاعر النصراني:

جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت

ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت

كيف أبصرت طريقي لست أدري

ولماذا لست أدري لست أدري

لقد غنوا الأغنيات ذات الأشعار التي تبين أنهم لا يعرفون سبب وجودهم في هذه الدنيا، ولا يعرفون أبعد هذا الموت بعثٌ أو نشور، أو أنه يكون هناك الإهمال والترك، وتكون هذه النهاية بكلماتها الفصحى وغير الفصحى، عبروا عنها في أغنياتهم، والله يقول: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:٥٦] {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون:١١٥] {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:١٦٢ - ١٦٣].

لقد وجدنا في كلمات الأغاني أن هؤلاء القوم يكتبون الكلمات ويغنونها ويلحنونها، فالشاعر كاتب الكلمات، والملحن لها، والمغني ثلاثة في النار، وهم شركاء في الإثم؛ لأنهم يقدمون هذا السم ويعرضونه.

* تقول قائلتهم أم كلثوم التي طرب بها الملايين، وأعجبوا بها، واستمعوا الساعات الطوال: لبست ثوب العيش ولم أُستشر.

* ويقول الآخر التافه الهالك: لو كنت أعلم خاتمتي ما كنت بدأت.

هل أنتم تحيون وتموتون كما تريدون؟ وتأتون إلى الدنيا متى ما أردتم وعندما تشاءون؟ وتفعلون ما تشتهون؟ أم الله هو الذي يأتي بكم؟ وهو الذي يحييكم ثم يميتكم ثم إليه ترجعون؟!! {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} [القصص:٦٨] وهؤلاء يقولون: لبسنا ثوب العيش ولم نستشر.

ومن الذي سيستشيركم؟ وهل لكم رأيٌ؟ ومن أنتم حتى يكون لكم رأي؟