تقول: تزوجت من رجل كان يظهر في البداية الخير والاستقامة، قدم لي هدايا ولاطفني ولاطف أهلي، سألنا عنه قالوا: إنسان طيب وأخلاقه طيبة، وبعد الزواج تبين ما يلي: إنه تارك للصلاة، يستهزئ بي وبديني وبحجابي، حتى إنه أعطاني مهلة لأنزع الحجاب وأكشف على إخوانه، وأقدم الضيافة لأصحابه الرجال الأجانب، وينزع عني الحجاب بالقوة، وحرمني من المناسبات الطيبة ولقاء أخواتي في الله وحضور المحاضرات الدينية، مزق كتبي وكسر الأشرطة الإسلامية التي لدي، ويضربني دائماً ويشتمني ويهينني حتى أمام أهله، ويقول: أنا أخذتك من الشارع، ومرة انفرد بي في غرفة وضربني حتى سال الدم وأسقطت مرتين إحداهما طفل له أربعة أشهر دفناه، والإسقاط نتيجة الضرب.
يسافر إلى الخارج إلى بانكوك والفليبين، ولديه خطابات من نساء هناك وصور بين أوراقه، يسافر للبلاد البعيدة للفاحشة وللقريبة لشرب الخمور، ويتذرع بأن لديه أعمالاً وأشغالاً في تلك البلاد، وهو يتعاطى المخدرات ولا ينفق علي وأعطاني مرة مائة ريال وقال: هذا مصروف سنة، اشتريت كثيراً من أغراض البيت من مالي الخاص، حتى الحلويات أوفرها من الضيافة عند الناس الآخرين لأجل أولادي، يستهزئ بالدين ويقول: ما عليك مني إذا ربي يهديني هداني، مالك دخل أنا ربي يحاسبني، أنا في النار ما عليك مني، أنا قلبي نظيف، البيرة التي أشربها فيها واحد في المائة كحول، وإذا سألته: لماذا كان سكران؟ قال: كنت أمثل عليك، إذا رآني أصلي وأدعو ربي قال مستهزئاً: أنت شحاذة ما عندك إلا الشحاذة من الله، ويطلق في كل شيء ووقت وأنا أظن أني أعيش معه بالحرام.
هذه -أيها الإخوة- جمعتها من أكثر من سؤال ورد في نفس المشكلة تقريباً، هناك رجال تجار لا يخافون الله منتشرون في المجتمع لا يعرفون حدود الله ولا عندهم أدنى اهتمام ولا أدنى احترام ولا أدنى ذرة من إيمان أو خشية من الله عز وجل، ولذلك عندما تقع امرأة مسلمة في براثن مثل هؤلاء الأشخاص فإن طامات كثيرة تحدث وبلاوي، وهذا نموذج من النماذج، وأسئلة نتلقاها بالأوراق وبالهاتف وأشياء نقرؤها من هذا القبيل، وهذه المشكلة تتحمل المرأة منها جزءاً لا بأس به، لأن كثيراً من الفتيات اللاتي يتقدم إليهن أشخاص لا يحسن لا هن ولا أولياء أمورهن مع الأسف السؤال عن الشخص المتقدم، حيث يقولون في البداية: سألنا عنه قالوا: إنسان طيب وأخلاقه طيبة ويصلي في المسجد؟ من أين أتت هذه الأشياء؟ أيها الإخوة! الوعي مهم وهذا من الوعي فهذا زواج وهذا عمر وهذه عيشة، وإذا كان الرجل كافراً فالعقد باطل، العقد فاسد والدليل:{لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}[الممتحنة:١٠] لا تحل مسلمة لكافر ولا كافر لمسلمة، لا يجوز وهذا حرام، فالعقد غير صحيح، ولذلك هذه المرأة كان زوجها بالصفة التي ذكرت لا يصلي نهائياً ويستهزئ بالدين فهو كافر، ولذلك تأخذ أغراضها وتذهب إلى بيت أهلها مباشرة، قد تقول: أهلي ردوني قالوا: تصرفي أنت وزوجك ما لنا دخل، لسنا على استعداد أن نصرف عليك، كما يحدث عند البعض، تبحث قد تكون موظفة، تستأجر بيتاً لوحدها، تخرج من عنده، قد يكون لها من يؤويها من قريب أو صديق، تخرج من عنده، لو ما استطاعت ولم تجد تتحجب منه ولا يجوز لها أن تمكنه من نفسها لأنه رجل أجنبي كافر والعقد باطل.
أما لو كان فاجراً أو فاسقاً لكنه مسلم فإنها تصبر عليه وتنصحه حتى يهتدي وهي تقيم عليه الحجة في جميع الأحوال، متهاون بالصلاة أو فاجر فقط يجب عليها أن تقيم الحجة فإذا أصر على كفره تركته وإذا أصر على فجوره ما تحملته تذهب إلى القاضي وتشكو أمرها إليه، وهؤلاء الأولاد الذين يتربون في مثل هذا البيت كيف سينشئون؟ وماذا سيتعلمون؟ هناك مشاكل كثيرة -أيها الإخوة- موجودة في الواقع، وحتى لا نطيل بذكر هذه القضية فقط سبق أن تكلمنا في محاضرة لعلها -إن شاء الله- تكون متوفرة قريباً بعنوان: المرأة المسلمة على عتبة الزواج، ذكرنا فيها بعض النقاط المتعلقة بهذه المسألة، فالحذر الحذر يا أيتها الفتاة من الشخص المتقدم، وأنت يا ولي الأمر من أب أو أخ ينبغي أن تتقي الله في هذه البنت التي سوف تسلمها للرجل، من هو؟ اسأل عنه ودقق وابحث، فإن الخطأ لو حدث قد يستهلك إصلاحه دهراً طويلاً وربما لا يصلح وربما تكون قد ارتكبت جريمة كبيرة بإسلامك المرأة لهذا الشخص.