وأحياناً يكون من الأسباب: إرادة بعض الدعاة ممن بدأ الاستقامة أن يلتزم دفعة واحدة، يشترط عليه: أنه من الآن بين يومٍ وليلة لا بد أنه يتغير ويصبح شخصاً مستقيماً، وقد يحصل هذا فعلاً ويستقيم ذلك الشخص من أول يوم أو من أول أسبوع، ولكنه لا يلبث أن ينتكس مرة واحدة كما بدأ مرة واحدة، لماذا؟ لأن نفوس الناس ليست مهيأة إلى الانتقال بسرعة، بل إن مجتمعات المسلمين اليوم تكثر فيها المعاصي، ومن الصعب على الشخص أنه يترك فجأة وينتقل مباشرة بين يومٍ وليلة، فعندما يطالب بترك المنكرات فجأة والاستقامة فجأة، فإنه قد يسقط فجأة كما بدأ فجأة.
وقد يستدل البعض على عدم خطأ هذا الأمر؛ لأن هناك أناساً قد استقاموا فجأة وأكملوا الاستقامة، فنقول: إن هذا الاستدلال غير صحيح، والناس مراتب وطاقات وهمم، صحيح أن فلان فجأة استقام وأكمل إلى آخر عمره، لكن لا يعني أن هذا العمل الذي فعله يستطيع الآخرون كلهم أن يفعلوه.