وينبغي كذلك على طلاب الطب تقوى الله سبحانه وتعالى، وانتقاء التخصصات التي تكون بعيدة عن المنكرات قدر الإمكان والتخصص الذي يحتاج إليه المسلمون أكثر، وانتقاء التخصص ينبغي أن يكون مبنياً على أمور منها: أولاً: التخصص الأبعد عن المنكرات.
ثانياً: التخصص الذي يحتاج إليه المسلمون أكثر.
ثالثاً: أن يقدم المصلحة العامة على مصلحته الخاصة؛ لأن بعض التخصصات قد لا يكون فيها مناوبات أو فيها رواتب أعلى، لكن يقدم الشيء الذي فيه مصلحة للمسلمين على الشيء الذي فيه مصلحة شخصية له.
وكذلك فإن للطبيب إسهامات أكثر من مجرد العلاج، له إسهامات في المجتمع يستطيع أن يحاضر ويخاطب وينصح، بل يستطيع أن يزرع في الأطفال أحياناً مفاهيم إسلامية عليا.
وكذلك فإن الطبيب الذي يخشى الله سبحانه وتعالى يسارع ويبادر في إنكار المنكر، والعودة بعالم الطب إلى واقعه الإسلامي الصحيح، وينبغي أن تتكاتف الجهود لأجل ذلك، ويحس كل واحد بمسئولياته بدلاً من حالة الموت التي نعيشها الآن، والتي سوغت استشراء وانتشار هذه المنكرات.
وختاماً نسأل الله سبحانه أن يعيننا أجمعين على القيام بأمر الشريعة والدين، وأن يرزقنا سلوك الصراط المستقيم والبعد عن المحرمات، إنه سميع مجيب، وأسأله عز وجل أن يعينكم معاشر الأطباء على القيام بما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن يوفقكم لبذل الخير والإحسان إلى الخلق، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، والحمد لله رب العالمين.