والآن إلى الفقرة الثالثة:"يا إلهي ماذا أفعل" دائماً كانت تقول هذه العبارة، فما إن تبدأ بالصلاة حتى تبدأ معها الوساوس، الطعام احترق، نسيت أن تغلقي باب المنزل جيداً، يجب أن تحادثي عمتك اليوم، اتفقي مع زوجك بالذهاب إلى السوق غداً، وضوؤكِ ناقص، لم تسجدي في الركعة الأولى، وأخيراً تصرخ: يا إلهي ماذا أفعل؟ وأقول لك ماذا تفعلين: إن حالة الوسواس تصيب كثيراً من الناس في الصلاة، لأن الشيطان يريد أن يصرف العبد عن صلاته حتى لا يخشع فيها فلا يكون فيها أثر عليه، ولذلك يجب عليك إذا جاءك الشيطان بالوساوس أن تتعوذي من الشيطان الرجيم ثلاث مرات، وتتفلي عن يسارك ثلاث مرات تفلاً خفيفاً، هواء مع قليل من الرذاذ، هذا هو التفل وليس البصاق عن يسارك ثلاث مرات، وهذا هو العلاج الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي لما اشتكى إليه الوسواس في الصلاة.
وأقول لك: يا أُخيَّه! إن الوساوس التي تعرض عن الله يتخلص منها بالاستعاذة بالله من الشيطان، وأن تقرئي سورة قل هو الله أحد، وتقولي: آمنت بالله ورسله، وتكفي عن التفكير، وأما بالنسبة لوساوس الطهارة والصلاة ما مسحتِ الرأس ما سجدتِ في الركعة الأولى، ما فعلتِ ما كبرتِ الإحرام ما قرأتِ الفاتحة إذا كنت متأكدة من أنك قمت بالعمل، الرأس مبلول فكيف لم تكوني مسحتيه؟ إنه مبلول وتكبيرة الإحرام كبرتيها كيف يقول لك الشيطان: إنك لم تكبريها، فماذا عليك أن تفعلي؟ أهملي ذلك تماماً، ولا يجوز لك أن تعيدي العبادة إذا كنت قمت بها بشكل صحيح، تذكري ذلك، إذا قمت بالعبادة بشكل صحيح لا يجوز لك إعادتها؛ لأن إعادتها طاعة للشيطان.