إن رحلة الطفل في الإسلام تبدأ من قبل وجوده، تبدأ من حين البحث عن أم وزوجة صالحة، قال صلى الله عليه وسلم:(فاظفر بذات الدين تربت يداك) وعن أم ودود ولود، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم:(تزوجوا الودود الولود).
ويدعو الإنسان قبل وجود الطفل بقوله:{رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}[آل عمران:٣٨] كما كان نبي الله يدعو.
وعند إتيان الزوجة يلاحظ أن الطفل يمكن أن ينتج من الجماع، فهو يقول قبل الوقوع على زوجته: باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا.
فإذا وجد الولد، وتخلق في بطن أمه، فلا يجوز إسقاطه ولا قتله، وإذا ولد فهو أشد وأعظم، قال الله تعالى:{وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ}[الإسراء:٣١].
فإذا ولد فلا يجوز قتله بحالٍ أبداً، وإذا خاف العيلة والفقر فالله يرزقه، ولما كان يقتله خشية الفقر قدم ذكر رزق الولد أولاً على رزق الأب، فقال:{نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ}[الإسراء:٣١] وفي سورة الأنعام قال: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ}[الإسراء:٣١] أي: من الفقر الواقع، فقدم رزق الآباء هنا أولاً، فقال:{نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ}[الأنعام:١٥١] وقال الله تعالى: {إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً}[الإسراء:٣١] أي: ذنباً عظيماً من أكبر الكبائر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك) رواه مسلم.