التأويل يطلق على ثلاثة معان: المعنى الأول: ما تؤول إليه حقيقة الأمر في ثاني الحال، أي الحال الآتية والحالة القادمة، قال الله سبحانه وتعالى:{ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}[النساء:٥٩]{وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ}[يونس:٣٩]{يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ}[الأعراف:٥٣] ما معنى {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ}[الأعراف:٥٣]؟
الجواب
ما تؤول إليه حقيقة الأمر، ما تصير إليه حقيقة الأمر، وما سيكون في المستقبل:{يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ}[الأعراف:٥٣] أي: في المستقبل، عندما يأتي تأويله ويحصل، الآن، فإذاً: التأويل يأتي بمعنى ما تؤول إليه حقيقة الأمر مستقبلاً أو في ثاني الحال.
المعنى الثاني: التأويل بمعنى التفسير، كما يقول ابن جرير رحمه الله: والقول في تأويل قوله تعالى كذا، يعني في تفسير قوله تعالى كذا، ويذكر التفسير.
المعنى الثالث: التأويل عند الأصوليين هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لدليل، وهنا يدخل هؤلاء المناقشون، يقولون: اللفظ ظاهر اللفظ استوى، فنحن نصرفه عن ظاهره، لماذا؟ يقولون: عندنا دليل، هكذا يقولون، الآن سيدخلون من هذا الباب، فنقول: لا تحتجوا بنصوص التأويل التي فيها النوع الأول والثاني، أنتم لا علاقة لكم بهذا الموضوع.
وحتى لا يلتبس علينا معنى التأويل نقول: إن التأويل يكون بمعنى بما يؤول إليه الحال، مثل تأويل الرؤيا، عندما تحققت وصارت ودخل يعقوب وأم يوسف وإخوانه عليه، وتحققت الرؤيا، آلت إلى أن صارت حقيقة في الواقع، وأما من قبل كانت رؤيا، فتأولت وحصلت في الواقع على ما رآها، بحسب ما رآها، فلا علاقة لكم بهذا، ولا علاقة لكم بقضية التأويل بمعنى التفسير، أنتم ستدخلون من باب صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه، وأنتم تقولون إن عندكم قرينة، لأنه لا يجوز صرف اللفظ عن ظاهره، وإلا صار أي واحد يلعب بالقرآن، أي واحد يأتي بأي شيء من القرآن، ويقول: هذا المراد به كذا، الصوم: حفظ أسرار الشيخ، الحج: الذهاب إلى الشيخ، الصلاة كذا، ذكر أسماء علي وحسن وحسين وفاطمة، فهم سيدخلون من هذا الباب.