للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أدب الاستئذان قبل الدخول]

وسنةٌ استئذانه لدخوله على غيره من أقربين وبعدِ

يعني لو أردت أن تدخل غرفة أمك التي هي أمك وهي فيها، فلا تدخل حتى تستأذنها، هل تحب أن تراها على عري، وكذلك الأبعدين لا تدخل عليهم حتى تستأذنهم.

ثلاثاً ومكروهٌ دخولٌ لهاجمٍ ولا سيما من سفرةٍ وتبعدِ

يعني الاستئذان ثلاثاً، لهاجمٍ: يهجم (يدخل) من غير استئذان ولو كان الزوج، فلا يهجم على البيت، وإنما يستأذن، وخصوصاً إذا جاءِ من سفر، حتى لا يقع على ما يكرهه من زوجته، وإنما يمهل حتى تستحد المغيبة، يعني تأخذ من شعرها الذي يسبب الرائحة الكريهة، وتتمشط الشعثة، وتتهيأ لتتزين لزوجها، حتى لا يراها في حالٍ ربما تشمئز نفسه منها.

ووقفته تلقاء بابٍ وكوةٍ فإن لم يجب يمضي وإن يخف يزددِ

يعني هذا منهي عنه، أن يقف تلقاء الباب مباشرة حتى إذا انفتح رأى من داخل البيت، يقف على جنب، بحيث لو انفتح الباب لا يرى أهل البيت، وكوةٍ: أيضاً الطاقة والثقب، وإن يخف يزددِ: وإذا خاف أنهم ما سمعوا؛ عندئذ ضربت الجرس ثلاث مرات، أو قلت السلام عليكم ثلاث مرات، تمشي إذا ما أذنوا لك، ولكن لو غلب على ظنك أنهم ما سمعوا؛ عندئذ تزيد على الثلاث.

وتحريك نعليه وإظهار حسه بدخلته حتى لمنزله اشهدِ

كما جاء عن ابن مسعود، أنه كان إذا جاء عند باب بيته تنحنح، حتى يعلم أهل البيت أنه داخل.