ومن أسباب انهيار الأسر وتمزقها: ارتكاب المعاصي والفسوق بأنواعها، والجرائم التي حرمتها الشريعة؛ فهذا إنسانٌ يلعب القمار، ويسافر ليلعب القمار، وإذا أخذ راتبه في آخر الشهر، فلا يمضي عليه عشرة أيام إلا وينتهي الراتب بسبب اللعب بالقمار، وزوجته وأولاده ليس عندهم ما يحتاجون إليه.
ثم إن هذه المعاصي تفشت، ومنها السكر والمخدرات، وقد بينا طرفاً من ذلك، لكن بتتبع كثيرٍ من المشكلات البيتية، وجد أن سببها الخمر والمخدرات، والعربدة، والإدمان والمخدرات من الأشياء التي أطاشت العقول، وخربت البيوت.
هذا ولدٌ عاطلٌ عن العمل: يتعاطى المخدرات، كل يوم في سجن، أو مستشفى، أو عيادةٌ نفسية، وكذلك الفسق والدياثة الذي يتضمن أموراً كثيرةً من إقرار الخبث والسوء في الزوجة والأولاد، وهذه صورة بسيطة جداً لما يمكن أن يقع من ذلك.
هذا رجلٌ زار صاحباً له، رب أسرة، فأراد صاحب البيت أن يكرمه ويقدم له هدية، فماذا قدم له، صورته مع زوجته، صورة الزوج مع زوجته قدمها هدية لهذا الرجل الذي جاء إلى بيته زائراً، لتكون هدية تذكارية لا يغار عليها أن يراها الأجنبي، وهكذا من أنواع فقدان الغيرة الموجودة عند بعض الناس.
ثم إننا نتعرض لهزاتٍ قوية في الأسر بسبب الاختلاف على القضايا المادية، واللهث وراء المادة والتعلق بالفلوس؛ ذلك التعلق المشين الذي يفضي إلى الطمع وحرمان الآخرين، والأنانية ولا ندري هل سيأتي علينا يومٌ يكون الطمع فيه بالمال مؤدياً لنا بما أدى إليه أحوال الكفرة في عالمهم؟ نشرت إحدى الصحف: أن زوجة وزوجها في بلاد الغرب قد اختارا، أو اضطرا للاختيار بين طفلتيهما المولودة حديثاً، وبين السيارة التي يدفعان أقساطها، لأنهما لا يستطيعان الجمع بين نفقة البنت وأقساط السيارة، فكان لا بد من الاختيار، فاختارا السيارة، وسلما البنت لملجأ من الملاجئ، وذكر الأب أنه ترك ابنته في المستشفى للتبني، وقال: الطفلة قد تجد عند من يتبناها أحسن مما تجد عندنا، وأكدت الأم أن ما حصل هو الصواب، ويقوم عددٌ من الناس في بلاد الغرب، ببيع أطفالهم بآلاف الجنيهات، فأي رابطةٍ هي موجودة؟ وأي عطفٍ وأي رحمة؟ وأي حنانٍ في ذلك المكان؟