للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الله هو الذي يحب لذاته]

هل هناك شيء يحب من وجه ولا يُحب من وجه، وشيء يُحب من كل الوجوه؟

الجواب

نعم.

الشيء الذي يحب لذاته، ويحب من كل الوجوه هو شيء واحد، وهو الله عز وجل، وهذه قاعدة.

فتحبه لقضائه وقدره وصفاته وأفعاله، وتحبه لنعمه عليك وخلقه، فيُحب من كل الوجوه سبحانه وتعالى.

أنت قد تحب شخصاً لوجه وتبغضه من وجه، تُحب عملاً من أعماله، وتبغض عملاً من أعماله؛ تحب فيه خلقاً وتكره فيه آخر، لكن الذي يُحب من جميع الوجوه هو الله عز وجل، والذي يُحب لذاته محبة صحيحة هو الله عز وجل، وكل الأشياء الأخرى التي ليست محبتها لذاتها وإنما محبتها لغيرها، ولما توصل إليه.

والمؤمن يعبد الله سبحانه وتعالى، والكافر يعبد غير الله عز وجل، فالمؤمن يخضع لله ويحبه، ويخلع الأنداد ولا يحبها، والمشرك يحب غير الله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [البقرة:١٦٥] ولما آمن الخليل كفر بكل شيء يعبد من دون الله وأبغضه وقال: لا أحب الآفلين.