[ثغرة الزوجية والبيت]
أقول أيضاً: أيتها الأخت المسلمة! في ثغرة الزوجية وبيت الدعوة بيتك يجب ألا يعرف الخراب؛ لأنه يتكون معه أسباب الحماية من الحب والرضا بينك وبين الزوج، وهذه ثغرة كل زوجة في القيام بحق زوجها، وينبغي أن يكون الزوج أحب الناس إلى زوجته، وأن يكون البيت قائماً على الالتزام بالإسلام، وتربية الأولاد التربية الصالحة، والدعوة إلى الله، ودعوة الجيران، والقيام بالحقوق الشرعية، والمرأة تحتسب -وهذا أمر مهم- تحتسب في الطبخ والتنظيف وكي الملابس وغسلها تحتسب المرأة في خدمة الزوج، وطبخ الطعام للضيوف تحتسب في تنظيف الولد من النجاسات، وتحتسب المرأة في آلام الحمل وما يحدث في الولادة؛ لأن عدداً من النساء يجعلن هذه القضايا عادة فلا تنوي فيها وجه الله فيفوت أجراً عظيماً، ولذلك صحيح أن المرأة مفطورة على هذه الأشياء، لكن احتسابك الأجر يجعل لك حسنات كثيرة لا تحصل لك دون احتساب، فإذاً الاحتساب: أن تتذكري لحظة القيام بالعمل، أنك تقومين به لوجه الله، ابتغاء مرضات الله سبحانه وتعالى، ولا تدمري البيت للخروج للعمل ويصبح العمل قضية موضة وتقليد للآخرين وفخر، وأنه يسعى إليه سعياً حثيثاً ولو أدى إلى ما يؤدي إليه من الفساد، هذه تقول: نفسيتها مرهقة جداً، وهذه تقول: كثرت المشاجرات بيني وبين زوجي؛ لأن فلاناً يأتي من العمل متعباً فأي مشكلة بسيطة تثير الأعصاب، وهذه تقول: أولادي يفتقدون حناني، ولا يشعرون نحوي بما يجب من الشعور من الأم لولدها، وقد تعلقوا بالخادمة أكثر مني، هذا عيب كبير جداً أن يحدث.
وعليك -أيتها المرأة المسلمة- بتقوى الله سبحانه وتعالى، وإرشاد الأخريات، علميهن أن القراءة في كتب العلم الشرعي أهم من القراءة في زاوية طبق الشهر وطبق الأسبوع.
لا تكوني سلبية! استغلي مناسبات الأعياد والزيارات لإلقاء النصائح والتوجيه وكسب القلوب في مشوار الالتزام بالإسلام انصحي في ذات الله، الجارات الجيران مصدر للشر أو الخير، فإذا قمت على هذه الثغرة -وهي نصح الجارات- تكونين قد أديت حقاً عظيماً من حقوق الجيران، واحذري فالمؤمن ليس خباً ولا لئيماً لكن لا يسمح للئيم أن يخدعه، حذريهم من النزول إلى الأسواق نزولاً محرماً، أو الخلوة بالسائق الأجنبي، أو تضييع الأموال في الإكسسوارات والمكياجات والعطورات والملابس والأقمشة والأحذية والشنط، علميهن الاعتدال في هذه الأمور، وعلميهن الحشمة في الكلام مع البائع، ولتكوني أنت قدوة أمام الأخريات في هذا الجانب.
أنكري المنكرات مما يحدث في الأعراس من الأغاني الهابطة، والكلمات التي تخدش الحياء وتفسد الفطرة، وتكوني أنت أيضاً قائمة بثغرة إذا كنت تستطيعين المشاركة في استبدال هؤلاء المفسدات في الأعراس بنساء أنت معهن أو تأتين بهن من الطيبات اللاتي يقمن ببرامج نافعة وطيبة في تلك الليلة، وحاربي هذه المشاهد العفنة من الملابس القصيرة، أو الشفافة، أو شبه العارية، أو المليئة بالصور، والكتابات الأجنبية السيئة الموجودة على صدور المسلمات.
وحاربي الإسراف في الولائم والتبذير فيها، ولا يجوز لك السكوت عن منكر كرمي الطعام مع القاذورات، وكذلك حاربي الإسراف في جميع مظاهره، سواء في فستان العرس، أو ما شاكل ذلك من الأمور، وحاربي العادات التي تأتي من الكفار من الأمور المختلفة التي وقع فيها نساؤنا اليوم، وحاربي السخف الموجود في المجتمع عند النساء؛ من الآراء السخيفة، أو الأمور السخيفة، التي أضرب لها مثلاً بهذه الأشياء التي تأتي إلينا من دور الأزياء الغربية ولو كانت سخيفة، فهذا عطر برائحة البطيخ خرج وانتشر مع أنه لا ذوق فيه، ولا رائحة طيبة، لكن هكذا يحصل.
وكذلك -أيتها المرأة المسلمة- ينبغي أن يكون هناك مشاعر فياضة منك تجاه أخواتك، وحفظ الود، وعدم إفساد العلاقات بالغيبة أو النميمة أو الحقد، والحسد والنظرات العابسة والجبين المقطب الذي يؤدي إلى حصول القطيعة والشقاق، وتجلسين شهوراً لا تكلمين فلانة، وسنين لا تدخلين بيت فلانة لأتفه الأسباب التي لا ترضي الله سبحانه وتعالى، ليست سبباً شرعياً للهجر، وأنت تعلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحل لامرئٍ مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث).
وكذلك فإنني أقول لك أيضاً: إنه ينبغي محاربة الفساد في البيوت مما يكون عند الأخت أو القريبة في صور أو مجلات وأفلام تكون موجودة في البيوت وأنت شاهدة عليها، ولو قلت: ما استمعت لي، وما انتصحت وما تأثرت، فأقول لك: إن المهم أن تقومي بما عليك من واجب الدعوة، وإقامة الحجة والنصح والبيان، انصحيهم بين حين وآخر.
وكذلك أقول لك: إن زيارتك لأخواتك في الله هذه من الطاعات والعبادات المهمة التي إذا تسنت الفرصة فيها بإذن الزوج أو ولي أمرك؛ الأب مثلاً فإنك تخرجين بالحشمة والملابس الشرعية، وتختارين الوقت المناسب واليوم المناسب للزيارة، وتجتنبين الزيارات المفاجئة دون موعد مسبق ولا استئذان كما يحدث لبعض النساء اللاتي يحرجن أخواتهن، ولا تطيلي مدة الزيارة لأنها تكون ثقيلة على أختك التي يكون لها مسئولية وهي زوجة وأم وربة بيت، وكذلك فإن عليك أن تتحفظي وقت الزيارة في الأقوال والأفعال، وعدم إيذاء الأخريات، وأن تحفظي أولادك من العبث بممتلكات الآخرين، وعدم توسيخ وتقذير بيوتهم، وكذلك أظهري الرضا والسرور بما يقدم إليك من الضيافة، وتجنبي كثرة المزاح الذي يؤدي إلى الحقد والاحتقار، وقومي بشكر صديقاتك عند نهاية الزيارة والدعاء لهن بالخير والصلاح والأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى.
هذا ما أردت أن أقوله في موضوع الثغرات التي تسدها المرأة المسلمة.
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا جميعاً هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، وأن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين، والحمد لله رب العالمين.