خذ مثلاً آخر من الأحاديث الصحيحة، وانظر كيف يراعي الإسلام المشاعر والنفسيات:(إذا زار أحدكم قوماً فلا يصل بهم، وليصل بهم رجل منهم)، أي: من أصحاب البيت، فصاحب البيت أولى بالإمامة ولو كان من الضيوف من هو أحفظ منه لكتاب الله، مادام أنه يقيم الفاتحة والصلاة فهو أحق.
فلماذا جعل الإسلام صاحب البيت أولى بالإمامة من الضيف، حتى لو كان الضيف أحفظ؟ لأنه صاحب البيت والسلطان، فليس من المناسب لمشاعره ونفسيته أن يتقدم عليه أحد الضيوف، فمادام هو صاحب البيت فهو أحق بالإمامة، إلا إذا تنازل وقال: صلِّ يا فلان! فهنا يجوز للضيف أن يتقدم.
وهذا الكلام فيما لو أن المسجد كان بعيداً جداً، ولا يسمعون النداء، أو أن الصلاة فاتتهم، أو تعذَّر خروجهم من البيت، وإلا فالأصل أنهم يصلون في المسجد.