هل كان حساب عدد السنوات على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالتقويم الميلادي لأن التقويم الهجري كان على عهد عمر؟
الجواب
لا.
هذا كلام غير صحيح، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يعمل بالتقويم القمري، لكن بداية السنة الهجرية جعلها من محرم هو الذي كان على عهد عمر بن الخطاب، قال: يرجع الناس من الحج ومحرم أول السنة نجعله أول السنة نسميها السنة الهجرية أو من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم أرخوا، فجعلوا السنة رقم واحد هي السنة التي هاجر فيها؛ لأن الحدث هذا كان قد غير وجه الأرض، بداية الانتصارات وبداية قيام الإسلام حقيقةً كان بعد الهجرة.
فلذلك قالوا: نجعل السنة رقم واحد هي السنة التي هاجر فيها، وشهر محرم نجعله أولها وهو شهر رقم واحد بعد رجوع الحجاج وبداية أعمال الناس نجعل شهر محرم رقم واحد، هذا الذي صار في عهد عمر رضي الله عنه، جعل السنة رقم واحدة سنة الهجرة، وشهر محرم رقم واحد، لكن على عهد النبي صلى الله عليه السلام كان يؤرخ بالسنة القمرية:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ}[التوبة:٣٦].
قال الله:{يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ}[البقرة:١٨٩].
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتمد التقويم القمري أول الشهر وآخر الشهر، أشهر قمرية هي اثنا عشر شهراً ليس فيها كلام، الأشهر الحرم كل الأحكام، الأشهر التقويم القمري بالسنة القمرية وليست الشمسية ولا الميلادية، وموافقة هؤلاء الكفار لا تنبغي، فلا ينبغي أن نجعل مدار حياتنا كلها على التقويم الميلادي الموافق لما عند الكفار، فقد يضطر الإنسان أحياناً أن يقول: الموافق لكذا، لكن لا يصح أن ننسى التقويم القمري الهجري، أو نجعل حياتنا تسير على التقويم الميلادي وهذه مشابهة للكفرة وإن كانت مشابهة مكروهة كما ذكر العلماء، وجعل الرواتب بالميلادي مكروهة، هو لأنه أربح، لا لأن المشي على منوالهم وعلى طريقتهم ليس مستحباً لنا ولا صحيحاً ويُنسى التقويم القمري، الآن لو تسأل بعض المسلمين في بعض البلدان التي تمشي على تقويم الميلادي هذا، قد تسأله: عن ربيع الأول وعن رجب وعن شعبان؟ لا يدري، لا يدرون إلا إذا جاء رمضان، استعملوا رمضان لأجل العبادة وإلا ففي بقية الأشهر الولد في المدرسة لا يدري ما هي الأشهر الهجرية ومتى دخلت؟ ومتى خرجت؟