للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نصرة الله سبحانه وتعالى للمظلوم]

وأما المظلوم فإن الله عز وجل قد جعل له في الدنيا دعوةً مستجابة ترفع على الغمام إلى الله عز وجل، تفتح لها أبواب السماء ويقول الله: (لأنصرنك ولو بعد حين) لأن الله لا يحب الظلم، ولذلك يستجيب دعوة المظلوم ولو بعد حين، فقد يقف المظلوم أمام الظالم يدعو عليه، ولا يحدث للظالم شيء في الموقف نفسه، ولكن الاستجابة آتية.

وربما يكون أحياناً من التخفيف على الظالم أن يُستجاب للمظلوم في الحال، كما حدث في الذي ذهب يشهد زوراً فلم يرجع من المحكمة إلى بيته إلا وقد أصيب بالشلل، نقمة عاجلة من الله تعالى، وقد يُعَجِّلُ سبحانه العقوبة وقد يؤخرها لحكمةٍ يعلمها في خلقه.

وكذلك فإن الله يجعل لولي المظلوم سلطاناً وقوة؛ كما قال تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً} [الإسراء:٣٣] أي: جعلنا له قوة واقتداراً، وجعلنا له خياراً، وجعلنا الأمر إليه في العفو أو أخذ الدية أو طلب القصاص: {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ} [الإسراء:٣٣] فلا يمثل ويشوهْ الجثة، ولا يقتل غير القاتل، ولا يتعد على أقرباء القاتل، كما فعل بعض الناس: {فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً} [الإسراء:٣٣].