ذكرنا في خطبة الجمعة بعض الضوابط التي تتعلق بموضوع المساهمة فذكرنا أنه ينبغي أن يكون مجال عمل الشركة حلالاً كالزراعة والصناعة وغير ذلك.
ثانياً: ألا يكون عندهم تعاملات محرمة كالتعامل بالربا، وذكرنا بعض الوسائل التي يعرف منها بعض هذه الأمور إذا كانت موجودة أم لا، لكن لابد أن تتثبت وتسأل وتتأكد، وإذا ما وجدت شيئاً حراماً خذ بالظاهر، وإذا أردت أن تشارك وتساهم لا أحد يمنعك، فإذا اكتشفت حراماً في المستقبل فتتخلص من الأسهم حالاً، وما نتج عنها في وقت جهلك بالمحرم الذي لديهم فهو لك، وما جاء منها وأنت تدري بالمحرم من الذي عندهم يجب أن تتخلص منه ولك رأس مالك، وبعض الناس مع الأسف لا يتأكدون ولا شيء من ذلك، وربما يكون مساهمة في بنك يقوم بها البنك موضع شبهة، فبمجرد ما يكتب له البنك: أنت معرض للربح أو الخسارة قال: هذه مساهمة إسلامية، فهل عرفت أنهم يتاجرون بماذا؟ وهل طريقتهم في شراء وبيع العملات صحيحة؟ وهل طريقتهم في شراء وبيع الذهب صحيحة؟ هل يدخلون أشياء في الربا ويعطونك أرباحاً في الربا؟ فبعض الناس يُضْحَك عليهم بأشياء من هذه الشعارات التي تكتب: معرض للربح والخسارة إذاً حلال، لابد أن تسأل وتتأكد، ثم أي عمل استثماري يقوم به البنك فهي مسألة شبهة ولا شك، بنك ربوي شبهة، وبعض الناس مع الأسف اندفاعاتهم عجيبة فلا يتأكدون المهم الربح يقول: هذا مشروع لابد، حتى اسم الشركة فقد اتصل بي شخص يقول لي: ما هو الحكم في الاشتراك في شركة فاصوليا؟ فاصوليا يا أخي هذه تباع في سوق الخضرة! يعني: حتى اسم الشركة المهم يشترك ويذهب أحدهم مثل المجنون يسأل أين الفاصوليا؟ دون أن يتحرى.
فمسألة التحري عند الناس فيها خلل واضح فالمهم عندهم جمع المال أولاً، ويأتي بعد ذلك السؤال هل هي حلال أم حرام.