الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، لا إله إلا هو رب الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الكريم، الذي سافر أسفار التقوى، وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى أصحابه والتابعين.
أيها الإخوة: الذهاب للنزهة في بلاد المسلمين إذا لم يُعرض الإنسان نفسه فيه لشيء من المحرمات، فهو إن شاء الله سفر مباح، حتى ولو كان لتغيير الجو ما لم يتعرض للمحرمات، ولكن السفر للفرجة في بلاد الكفار ما الخير الذي يُرجى من ورائه؟ وينبغي أن نكون في أسفارنا ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويسارعون لمنع المنكر وعدم وقوعه أو تخفيفه على الأقل ونصح فاعله.
نُعلّم الناس الذين نذهب إليهم، قد تدخل مسجداً من المساجد، أو تلقى رجلاً من الناس، قد تركب معه في الطائرة، لماذا لا تدعوه إلى الله؟ بعض الناس يسافرون إلى أماكن بعضها في بلاد المسلمين لكن فيها بدع، يقول أحدهم: دخلنا مسجداً من مساجد المسلمين فوجدنا الإمام في المسجد في ذلك المكان بعد أن انتهت الصلاة أتى بالكتاب ليُحدث عليهم، ثم أدخلت طفايات السجائر فوزعت على المصلين وعلى الإمام، ثم جلسوا يدخنون، ثم بعد ذلك شرعوا في التحديث.
هناك بدع وضلالات كثيرة جداً منتشرة في أقطار العالم الإسلامي، أفلا يكون من الواجب على أهل التوحيد، وعلى الناس الذين لديهم علم بحسب قدرتهم واستطاعتهم أن ينبهوا الغافل، ويعلموا الجاهل، وينصحوا المبتدع، وكثيراً من أولئك يظنون أن بعض ما يعملونه من البدع قربة إلى الله، أليس من بعضكم الجالسين في هذا المسجد من سيرجع في هذه العطلة إلى أهله لأنه مقيم هنا في منطقة عمل، أليس لأهله حق في صلة الرحم؟! أليس لأهله المقيمين في ديارهم الأصلية حق في التعليم والنصيحة؟!! بعض المقيمين في خارج البلاد في جهل كبير، والرجل هنا في هذا البلد يكون قد تعلم أشياء كثيرة من الدين، أليس من حق أولئك أن ينقل إليهم هذا العلم؟ وأن ينبهوا على تلك الأخطاء؟ أنتم تعلمون أن كثيراً من الأهالي في بلاد أخرى قد استفادوا من بعض أقربائهم المقيمين في هذه البلاد، الذين رجعوا إليهم بالكتب الطيبة، والأشرطة الطيبة، والعلم الطيب الذي نشروه فيما بينهم، أليس من المفروض أن نكون دعاة إلى الله أينما حللنا وارتحلنا؟!!