ومن الأمور كذلك: ترك الحج مع الاستطاعة، فإن كثيراً من الناس اليوم يستطيعون الحج لكنهم لا ينوونه ولا يعزمون عليه ولا يبادرون إليه، قال تعالى:{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}[آل عمران:٩٧] ماذا قال بعد ذلك؟ {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}[آل عمران:٩٧] فإذاً هو وعيد لمن استطاع الحج ولم يحج قال: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}[آل عمران:٩٧] وقال صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا) ولذلك قال أهل العلم على القول الراجح من أقوالهم: إن الحج واجب على الفور من استطاع وجب عليه أن يحج، ولا يجوز له أن يؤخر إلى السنة التي بعدها أو التي بعدها، فما يدريه لعله يموت، لعله يمرض، لعله تعرض له حاجة، لعله يحال بينه وبين الحج، فليبادر الآن إذا استطاع ولا يؤخر، وإلا فالآية حسبه وعيداً.