ومشاركة الأغنياء بمالهم في الوليمة سنة أيضاً، كما دل على ذلك الحديث السابق:(دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس للمشاركة، فجعل الرجل يجيء بالأقط، وجعل الرجل يجيء بالتمر، وجعل الرجل يجيء بالسمن، فحاسوا حيساً، فجعلوا يأكلون من ذلك الحيس، ويشربون من حياض إلى جنبهم من ماء السماء، فكانت وليمة رسول الله صلى الله وعليه وسلم) وكذلك لما بنى علي بـ فاطمة، قال عليه الصلاة والسلام:(يا علي، إنه لا بد للعروس من وليمة، فقال سعد: عندي كبش) انظروا إلى البساطة في مسألة إقامة الوليمة، والمشاركة من قبل الإخوان، ليس في المسألة تكلف، ولا تجعل قضية الوليمة والصالات والفنادق والمغالاة فيها، لا تجعل أبداً عائقاً في طريق الزواج؛ فإن الشريعة قد أمرت به، ورغبت فيه، فهي تذلل كل صعوبة في طريقه، فقال سعد:(عندي كبش، وجمع له رهط من الأنصار أصوعاً من ذرة، فلما كانت ليلة البناء، قال: لا تحدث شيئاً حتى تلقاني، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ فيه، ثم أفرغه على علي وذكر دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لـ علي بالبركة) الحديث.