[خامس عشر: أن تكون العلاقة ذات نفع متعد لأقرباء المدعو وأصدقائه]
فبعض الدعاة إذا أراد أن يدعو شخصاً في أسرة أو بيت مثلاً لا يسأل إلا عنه، ويطرق الباب بدون سلام أو كلام، فلان موجود، فقد يخرج أبوه أو أخوه أو زميله، فيتضايق من هذا الأسلوب، وأنك أنت فقط لا تريد إلا فلان، وماذا تريد منه؟ وماذا تقصد؟ وماذا تريد أن تفعل به؟ وهكذا.
فيكون الداعية قد اكتسب بذلك استنكاراً وإقامة حواجز بينه وبين أقرباء المدعو أو أصدقائه، وكذلك يتصرف بعض الدعاة مع بعض المدعوين بشيء يشعر المدعو أن هذا الداعية يريد خطفه من بين أقرانه أو زملائه القدامى، أو يذم أصحابه وزملائه ذماً شديداً فينفر هذا المدعو، لأنه يقول: لا يستاهلون هذا الذنب، لماذا يحمل عليهم هذا الداعية هذه الحملة الشعواء؟ فيصور لهم كأنهم من أصحاب المخدرات واللواط وهكذا، مع أن معاصيهم قد تكون أقل من ذلك مثل استماع الأغاني ولعب الورق والمسلسلات مثلاً، فينبغي أن يبين ويوازن الكلام ويكون لكل واحد نصيبه.
وكذلك يضع المدعو في موقف محرج فيقول له: إما أصدقاؤك أو أنا، فيضعه في زاوية ضيقة، وقد يكون هذا المدعو عاطفياً متشبثاً بأصحابه القدامى لا يريد تركهم.
ومن الأدلة على أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يوسعون العلاقة وما كان الرجل للرجل والشخص لزميله فقط أو قرينه، هذا أبو هريرة رضي الله عنه كم اهتدى على يديه من الناس لكن يقول في الحديث:(كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يوماً فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقلت: يا رسول الله! إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي، فإني دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة، فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم اهد أم أبي هريرة) وهذا الداعية لا يجب أن يغفل عن الدعاء في الدعوة ولا يظن أن المسألة كلها أسباب فقط، وإنما يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى قال:(فلما جئت قصدت إلى الباب فإذا هو مجاف مغلق، فسمعت أمي حس قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمعت حصحصة صوت الماء، ولبست درعها وأعجلت خمارها، وفتحت الباب وقالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فحمد الله وقال خيراً).
إذن: إذا كنت تهتم بشخص اهتم بأقربائه وأصدقائه وزملائه على الأقل ولو جزئياً.