[مشكلة انهيار الحاسب الآلي]
أيها الإخوة: إن القضية قضية كبيرة وليست قضية سهلة, وستتزامن مع مشكلة لا علاقة لها بالموضوع في ظاهر الأمر وهي: انهيار الحاسبات في عام (٢٠٠٠) عندما لا تستطيع أجهزة الكمبيوتر أن تظهر المعلومات وتتعامل مع البرامج؛ لأنها غير قادرة على قراءة الصفرين التي يتحدثون عنها, وبناءً على ذلك يتوقع خبراؤهم أن تتوقف كثير من الأنظمة المصرفية، والملاحة الجوية، وكذلك مراقبة التلوث وإمدادات الطاقة ونحو ذلك؛ فلذلك هم يتكلمون عن قضية تخزين مواد غذائية في البيوت, وسحب بعض من الأرصدة إن لم يكن كل الأرصدة قبل هذا التاريخ, حتى إذا تعطلت الأجهزة كان لديهم ما يأكلون به ويشربون ويشترون.
إن هذا الأمر استغله بعض المتدينين لديهم ليقولوا: بأن الانهيارات والأحداث المتسارعة في العالم في الألفية من أسبابها: مشكلة الصفر في عالم الحاسب الآلي, وأنهم إذا أقدموا على سحب الأرصدة ستنهار اقتصاديات، وستقع حروب نتيجة لذلك, فيربطون ما سيحدث في عالم الكمبيوتر بمعتقداتهم في هذه الألفية القادمة.
وهم يعتقدون -أي: النصارى- بأن مسيحهم المنتظر لن يأتي إلا بعد فترة متواصلة من الأزمات والكوارث المتتابعة من الحروب التقليدية والنووية وغيرها من الانهيارات الاقتصادية, فالمتدينون منهم يتوقعونها ويربطون بين هذه المشكلة وبين اعتقاداتهم.
أيها المسلمون: لماذا نكون من الغافلين؟ ونُعمي أبصارنا، ونُصم آذاننا عن تتبع ما يجري ما دامت القضية تمثل لديهم أمراً كبيراً, نحن نعلم بأن الغيب لا يعلمه إلا الله, ولا ندري هل ستمر الألفية مناسبة عادية، فيها زيادة احتفالات وفحش وغناء، وخمر، وسُكر، وعربدة، وفجور، ومجون، وزيادة في الأنوار.
أم أنه سيرافقها أحداث عظام من كوارث وحروب في العالم؟ هل ستكون المناسبة مجرد أعياد تعم العالم يدخل فيها المسلمون وغيرهم، أم أنها ستكون معها كوارث وحروب؟ هذا أمر لا يعلمه إلا الله, ولكن المطلوب منا ولا شك، أن نكون يقظين ولا نكون غافلين, وأن نعلم ماذا يصنع القوم؟ وماذا يريدون؟! إننا لسنا أمة مهمشة في التاريخ، بل نحن الذين قدنا العالم بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وأرغمنا أنوف اليهود والنصارى، ولم نكن في مؤخرة الأمم إلا في هذه السنوات المتأخرة من عمر الزمن الذي كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم, ونسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه, وأن يجعلنا من المستبصرين بسبل المجرمين, ونسأل الله عز وجل أن يوقظ المسلمين من غفلتهم، وأن يردهم إلى دينهم، وأن يقيهم مكر أعدائهم، إنه سميع مجيب قريب.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.