ومن الأخطاء أيضاً في قضية المنهج في الدراسة عن المشايخ: تتبع المشاهير من المشايخ والانصراف إليهم للأخذ عنهم، مع وجود بعض المغمورين الذين قد يكونون أنفع وأسهل وأقرب وأقل زحاماً وأكثر فائدة، ولكن يترك هذا؛ لأنه مغمور مع أنه يفي بالغرض، يعلمك هذا المتن من الفرائض، هذا فلان يكفي له، لا، لابد أن أذهب إلى هذا الشيخ المشهور.
أنت قد تترك المغمور وهو أسهل وأقرب، وقد يكون أكثر فائدة لك لأنه أفرغ، تستطيع أن تأخذ راحتك معه في النقاش، وتذهب إلى حلقة فلان فقط لأجل أن يقال: أنا من تلاميذ فلان، أنا درست على فلان، ولذلك تجد هؤلاء أصحاب الهوى لا يتركون فرصة صغيرة بمناسبة أو بغير مناسبة، بل يقحمون القضية إقحاماً في أي نقاش من النقاشات، يصل إلى فرصة يقول: حدثني شيخي فلان، قال شيخي فلان، درست عند شيخي فلان، مع أن ما فيها مناسبة، ولا فيها ارتباط في النقاش والحديث، لكن يقحمها إقحاماًَ، ليقول: جلست عند فلان، وبعض هؤلاء أصحاب هوى والعياذ بالله، يجلسون عند الشيخ أسبوعاً أو عشرة أيام، ثم يرحلون في الأمصار، ويقول: درست عند الشيخ فلان وفلان وفلان، وهو جلس عند هذا أسبوعاً، وهذا في الصيف جلس عنده عشرة أيام، وهذا أخذ عنه سطرين أو صفحة في كتاب، وقال: شيوخي، إليك مسرد شيوخي مرتبة على الأحرف الهجائية.