أنتم تسمعون -أيها الإخوة- ما يحل بإخواننا في كوسوفا، وتأتي الأخبار بما يلاقي إخواننا هناك، عشرات الآلاف قد شردوا من بلدانهم، وزرعت الحدود مع ألبانيا بالألغام حتى تنفجر بالنساء والأطفال وهم هاربون شاردون لا يلوون على شيء، يؤخذ الرجال إلى القتل، والنساء للاغتصاب، والأطفال ليمثل بهم.
أورخاتسا آخر الضحايا في الأيام الأربعة القادمة تلك البلدة المسلمة، سكانها عشرون ألفاً، (٨٠%) من بيوتها قد هدمت دكاً بالمدافع الصربية، ومئات القتلى في الشوارع، ورائحة النتن تنبعث من الجثث، ويقول شهود العيان: إنها رفعت بالجرافات، جثث المسلمين ترفع بالجرافات! وهاجر عشرون ألفاً إلى قرية مجاورة تبعد عشرة أميال لينبطحوا هناك على الأرض؛ لا طعام ولا شراب، مياه للشرب غير متوفرة، رعاية صحية لا توجد، ضمادات الجروح غير موجودة، لا منازل ولا مأوى ولا مسكن.
الآن هؤلاء على الأرض مشردون في هذه اللحظات، ونحن نقف هنا في المكيفات نقعد تحت الظل، وأولئك يقعدون في العراء، أخذ الرجال من البيوت وقتلوا في الشوارع إعداماً ورمياً بالرصاص، وخطفت حافلتان من حافلات اللاجئين قبل ساعاتٍ وأُعدم كل من فيها، وآخرون أخذوا إلى جهات مجهولة، واشتركت عصابة النمور الصربية التي كانت تعمل المذابح في البوسنة في إخواننا الآن في كوسوفا مصممين على إنهاء الوجود الإسلامي، وإذا لم يكن أخذوا نصف ديارهم فضموها إلى صربيا وتركوهم محاصرين في النصف الثاني.
اللهم أنت الجبار ملك السموات والأرض، أنت على كل شيء قدير أنزل بالصرب والنصارى واليهود بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.
اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً، اللهم فرق شملهم وشتت جمعهم، واجعل بأسهم بينهم، واجعل دائرة السوء عليهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.
اللهم تضرعنا إليك، واستغثنا بك، ورجوناك ودعوناك، اللهم فلا تخيب رجاءنا، وانصر في هذا الموقف إخواننا، ورد في هذا المقام كيد أعدائنا.
اللهم رد المسلمين إلى الإسلام رداً جميلاً، واجمع كلمتهم على التوحيد والتقوى، اللهم ألف بين قلوبهم واهدهم سبل السلام، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، اللهم أيقظ في قلوب المسلمين الحمية في قتال اليهود والنصارى، واجعل في قلوبهم الحمية لإخراج أولئك مما أخرجونا يا رب العالمين.