وكذلك في هذا الحديث قضية حسم المواقف؛ لأن هناك متفرجين ينتظرون الحسم، وأن أجر الاتباع للذين يحسمون الأمور؛ لأن كل الذين ينتظرون سيتبعونهم إذا انتصروا.
ولذلك فإننا نمر بمواقف كثيرة تحدث فيها صراعات بين أهل الخير وأهل الشر، ويكون هناك طائفة من المتفرجين ليسوا من أهل الخير ولا في معسكر أهل الخير، وليسوا من أهل الشر الخلص ولا مع أهل الشر، تحدث المعركة وتحدث المجابهة، ثم بعد ذلك يحسمون مواقفهم حسب النتيجة، ويتابعون المنتصر حتى ولو في مناظرة.
هبها مناظرة بين عالم من علماء المسلمين وراهب من رهبان النصارى كافر، هناك طائفة من المتفرجين ينتظرون هذه المناظرة عن أي شيء ستسفر، حتى يتابعوا المنتصر، وهنا تبرز أهمية من يمثل الإسلام في المعارك، هناك الآن معارك وجبهات كثيرة في النقاشات، وحوارات ومناظرات، وتحدث أحياناً مؤتمرات أو لقاءات وتنشر، وقد تبث على الهواء مباشرة، من الذي يمثل الإسلام فيها؟ وهذه مسألة مهمة جداً، لأن هناك متفرجين ينتظرون من الذي سينتصر في هذا النقاش وفي هذه المناظرة.
ولذلك ينبغي ألا يدخل فيها إلا المتمكنون من أهل العلم والدين، لأنهم يمثلون الإسلام، وبناءً على النتيجة سيحسم كثيرٌ من الناس مواقفهم من المتفرجين والمتشككين والمترددين، وهذه مسألة من أخطر المسائل في عصرنا هذا الذي نعيش فيه.
أخذنا هذه الفائدة من قوله رضي الله عنه: كان العرب يتلومون، أي ينتظرون حسم المواقف، كثير من الناس يطلق عليه إمعة، يرون من المنتصر، وقد يكون بعضهم ذكياً لكن ما عنده علم يصل به إلى النتيجة، فهناك كثير من الأذكياء ينتظرون أشياء تُحسم ليتبعوا.
هذا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الذين ينصر بهم دينه، ويعلي بهم كلمته، إنه سميع مجيب.