عادة الناس اليوم ذميمة فهم يتساهلون في الدين، وخصوصاً عندما تكون إرادتهم شراء الكماليات، لا يملكون قيمتها، أو بعض قيمتها، فيظنون أن الاقتراض أسهل الأمور، وهو سهل حلو عند أخذه، مر حنظل عند حلول وقت دفعه.
والتبذير عادة قبيحة في مجتمعاتنا اليوم، التي تعودت على صرف الأموال وإنفاقها يميناً وشمالاً، بدافع بحاجة وبغير حاجة، فهم الناس اليوم يصلون لحافهم بلحاف غيرهم، لكي يمدوا أرجلهم أقصى ما يستطيعون، لو أنهم تعقلوا فأنفقوا على قدر طاقتهم واستطاعتهم، لما حصل لهم الخزي الذي حصل، والعجيب أنك ترى بعض هؤلاء من غير المتعقلين، يسكن بيتاً فخماً ويركب سيارة فارهة، وربما ركب فيها هاتفاً سياراً، كل ذلك بالدين، ولعل بعض من استدان منهم بيوتهم وسيارتهم أقل من هذا المستدين لتعقلهم.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله عز وجل بأدعية عظيمة منها:(اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، واقض عني ديني) وقال عليه الصلاة والسلام: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال) وضلع الدين هو: ثقله، وهو أن لا يجد الدائن من حيث يؤدي، وفي رواية:(من غلبة الدين وقهر الرجال).
وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة ويقول:(اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم).
المغرم: ما يغرمه الإنسان بسبب الدين مثلاً، فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ يا رسول الله من المأثم والمغرم؟ قال:(إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف) رواه البخاري.