هؤلاء الدجالون أيها الإخوة يأتون في كلامهم بأشياء تقع دائماً، وليست غريبة، مثل قولهم: باب الصعوبات تعترض سبيله: وهل يوجد إنسان لا يعترضه بعض الصعوبات؟! خبرٌ سارٌ يصلك من إنسانٌ تحبه: وهل رأيتم إنساناً ما وصله إليه في حياته خبرٌ سار من شخصٌ يحبه؟! بعض المشاكل المادية: هل يوجد إنسان ما واجه مشاكل مادية؟! علاقتك ببعض الأشخاص تزداد مكانة: أمر طبيعي! تنتظر جواباً من شخص قد يصلك الرد في هذا الأسبوع: طبعاً قد يصلك في هذا الأسبوع، وقد لا يصلك هذا الأسبوع.
ماذا يريدون وراء هذه الكلمات؟! يا أيها المسلمون انتبهوا من رقدتكم! يريدون إيهام العوام والجهال أنه قد تحقق كلامهم، ويرى الشخص فعلاً بأن الرسالة قد وصلت في هذا الأسبوع، فيقول: نعم، إنهم يعرفون، يرى أنه قد وقع بعد قليل في مشاكل مادية، يقول: نعم، لقد صدقوا، هذا من وسائل الإيهام، والدجل، والتخريف، وخداع الناس.
وكذلك من وسائلهم الخبيثة في كتابتهم في تلك الأبراج: يتقربون إلى الشخص القارئ بأسلوب الناصح الأمين، ثم يدسون له الأشياء الأخرى، فيقولون له مثلاً -بأسلوب الناصح الأمين-: لا تبالغ في إرهاق نفسك.
حافظ على حكمتك.
كن طويل النَّفَس.
انتبه لصحتك.
برج الجوزاء: تجنب المشاحنات.
وهكذا، حتى يشعر القارئ بأنهم ينصحونه ويقدمون له الكلمات المعسولة التي تفيده، وهذه أشياء لا علاقة لها بالتنجيم مطلقاً، نصائح طيبة في الظاهر يُراد منها الوصول إلى الأشياء الخطيرة المنافية للعقيدة، ويضللون الناس بتسمية من يكتب هذه الأبراج، يعدها اليوم الفلكي الدكتور فلان، يكتبها الفلكي فلان، ما معنى كلمة الفلكي؟ إنها تتضمن حقاً وباطلاً، فتخدر الناس هذه الإبرة الكلامية (الفلكي فلان) يعني: ليس يعدها المشعوذ فلان، ولا الدجال فلان، ولا المخرف فلان، ولا الكاهن فلان، أو الساحر فلان، وإنما يعدها الفلكي فلان، يكتبها لك اليوم: فلان الفلاني.
وفي هذا إضفاء صفة الشرعية على هذه الأشياء المناقضة للعقيدة والتوحيد، إنها الدجل والكذب والإفك والعرافة بعينها.
ويسرق بعضُهم من بعض، ما تجده مكتوباً في صحيفة تجده بعد فترة مكتوباً بالنص في صحيفة أخرى، أو في مجلة أخرى، يسرق بعضُهم من بعض، هم يكذبون وجهالنا يصدقون، هم يكفرون بالرحمن، ومغفلونا يصدقون بكفرهم، ويؤمنون به.