ومن الأمور التي ينبغي أن تراعيها الزوجة: أنها تنتقل أحياناً من بيت غنى وتدليل وترفيه إلى بيت زوجها الذي قد يكون قليل ذات اليد، قد يكون طالباً أو موظفاً مستوراً، فيجب على الزوجة أن تراعي الفارق، وهذا قدر الله:{نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً}[الزخرف:٣٢] فإذاً هذه قسمة الله في هذا الرجل.
فكون البنت كانت عند أهلها مدللة وأن أباها كان يشتري لها كل يوم (آيسكريم) وأنه وأنه لا يعني أنها الآن إذا انتقلت إلى بيت زوجها ترهقه شططا، وفي المقابل ينبغي على الزوج أن يقدر أن المرأة كانت في بيت نعمة، فكل ما يستطيع أن يأتي به إليها من الأشياء المباحة شرعاً فليوفره لها.
ومن الأمور التي تسيء العشرة: أن بعض الرجال يقول لزوجته: يا ليت عندي زوجة شعرها كذا، يا ليت عندي زوجة لونها كذا، وهذا لا شك من المنكر، فإنه بهذه الطريقة يستثير حفيظة زوجته عليه، ويشعرها بأنه غير مقتنع بها ونحو ذلك.
ولنتوقف هنا ونأخذ قصة واقعية عن رجل وقع بينه وبين زوجته خصومة وفراق، فسألت هذا الرجل ما هي سلبياتك أنت في نظرك؟ يعني: بعض الناس الآن يقول: أنا صار بيني وبين زوجتي مشكلة وخلافات وهي فعلت كذا وكذا، والمرأة ستقول نفس الشيء عن زوجها فعل كذا وكذا ولا يمكن أن نعيش مع بعض، طيب السؤال للزوج: ما هي سلبياتك في نظرك؟ فسينتقل ذهنه بهذا السؤال من التفكير في عيوبها هي إلى التفكير في عيوبه هو، وعندما يقال لها نفس الكلام: ما هي سلبياتك أنتِ في نظرك؟ فتنتقل من التفكير بعيوبه هو إلى التفكير بعيوبها هي، وهذه أحدى طرق الإصلاح بين الزوجين المتخاصمين.
فقد يقول لك: والله -يا أخي- أنا عندي حدة، أنا إنسان عصبي، أنا إنسان غير مستقر، أرد عليها مباشرة، لا أشاورها على الإطلاق، قلت لها: فقدت ثقتي فيك مرة مثلاً، لا أهتم بنظافتي الشخصية وهكذا، فهذا يسبب أن الرجل يفكر بواقعية أكثر، أن المشكلة إن لم تكن كلها مني فقد يكون نصفها مني، فتعود الواقعية إلى الحياة مرة أخرى.