[التبكير إلى الصلاة]
قال صلى الله عليه وسلم: (مَن صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كُتِب له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق) رواه الترمذي، وهو حديث حسن.
صلى لله أربعين صلاة في جماعة متوالية، يدرك التكبيرة الأولى، يعني: يكون قائماً في الصف عندما يقول الإمام في تكبيرة الإحرام: الله أكبر، ما هي النتيجة؟ تحصل له براءتان: - براءة من النار.
- وبراءة من النفاق.
شيء يفيد في الدنيا وينفع يوم القيامة، وآخر لا شك في فائدته يوم القيامة.
وقال عليه الصلاة والسلام: (إذا تطهَّر الرجل، ثم مر إلى المسجد يرعى الصلاة -ينتظر الصلاة بعد الطهارة- كَتَب له كاتبه -الملَك الموكَّل- بكل خطوةٍ يخطوها إلى المسجد عشر حسنات، والقاعد يرعى الصلاة كالقانت، ويُكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه) رواه الإمام أحمد، وهو حديث صحيح.
فهذا الأجر لمن بكَّر، ولمن انتظر بعدما تطهَّر.
وقال صلى الله عليه وسلم: (من توضأ فقال بعد فراغه من وضوئه: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله، أستغفرك وأتوب إليك -كالدعاء الذي يقال في كفارة المجلس- كتب في رَقٍّ، ثم جُعِل في طابع، فلم يُكْسَر إلى يوم القيامة) حديث صحيح.
يُخْتَم عليه، ويُجْعَل في ظرفٍ، فلا يُفَك إلا يوم القيامة؛ ليجازي الله به صاحبه.
وقال عليه الصلاة والسلام في يوم الجمعة: (ورجل حضرها بإنصات وسكون، ولم يتخطَّ رقبة مسلم) وما أكثر الذين يتخطون رقاب المسلمين فيؤذونهم بعدما جاءوا متأخرين، وليست هناك فراغات تجعل مَن أمامهم مفرطاً بعدم سدِّها، أو مكان ينفذون منه، فيتخطون الرقاب.
وقال في شأن الذي لا يتخطى: ((ورجل حضرها بإنصات وسكون، ولم يتخطَّ رقبة مسلم، ولم يؤذِ أحداً) وما أكثر الذين يؤذون حين يسدون بسياراتهم على مَن هو موجود ينتظر ويتأخر، ويشتري وينتهي ليخرج بعد ذلك بشيء من الدعوات عليه، أو المسبات واللعنات؛ وهو يستحقها.
إذاً: (حضرها بإنصات وسكون، ولم يتخطَّ رقبة مسلم، ولم يؤذِ أحداً؛ فهو كفارة إلى الجمعة التي تليها، وزيادة ثلاثة أيام، وذلك بأن الله يقول: ((مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)) [الأنعام:١٦٠]) حديث صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم في شأن السواك بالليل: (إذا قام أحدكم يصلي من الليل فليَسْتَك؛ فإن أحدكم إذا قرأ في صلاته وضع ملكٌ فاه على فيه، ولا يخرج من فيه شيءٌ إلا دخل فم الملَك) حديث صحيح.