يؤخذ من هذه القصة فوائد متعددة: أولاً: أهمية البحث عن الحق، وأن الإنسان ما دام أنه يبحث عن الحق فإنه مأجور.
ثانياً: ركوب المشاق للبحث عن الحق، ولذلك سافر ورجع، وسافر مرة أخرى، وكلما دله شخص على شخص ذهب إليه وسافر إليه يبحث عن الحق.
ثالثاً: استعمال مخاطبة العقول في الدعوة، ولذلك كان يقول لكفار قريش: الشاة خلقها الله، وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم الله؛ على اسم هبل واللات والعزى ومناة، تذبحون هذه الشاة على أسماء الأوثان، واعجباً لكم!! وكان ينكر ذلك جداً.
رابعاً: أن من عُرِضَ عليه شيء منكر فلا يقبله، فهذا زيد بن عمرو من سلامة فطرته لما قال له اليهودي: لا تكن على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله؛ لأنهم قوم مغضوب عليهم، رفض، ولم يقل: أدخل في دينكم وإنما قال: ما أفر إلا من غضب الله؛ أنا فررت من غضب الله تريديني أدخل في غضب الله!! وكذلك النصراني لما عرض عليه أن يدخل في دينه على أن يأخذ بنصيبه من لعنة الله، قال: ما أفر إلا من لعنة الله، كيف أدخل في لعنة الله؟!! خامساً: أن الإنسان إذا عثر على الحق تمسك به، فقصار ما وصل إليه أن دين إبراهيم هو التوحيد، إذاً يبقى على دين إبراهيم لا يغير الإنسان الحق الذي يعثر عليه بل يبقى عليه ويتمسك به ولا يتركه.
سادساً: أن الإنسان يحارب المنكرات الاجتماعية الموجودة عنده في بني قومه، فهذا زيد بن عمرو كان يحارب المنكرات الاجتماعية كوأد البنات.