أولاً: العلم والتأمل بما دل عليه القرآن والسنة من الأخلاق الحسنة، وما حذر من الأخلاق السيئة.
فأول شيء المسألة العلمية: أن تعلم ما هي الأخلاق الحسنة وما هي الأخلاق السيئة؟ وقد ذكرنا طرفاً من هذا أول الدرس، ذكرنا أمثلة من الأخلاق الحسنة التي أمر بها القرآن والسنة، وأمثلة من الأخلاق السيئة التي نهى الله عنها في كتابه ونهى رسوله صلى الله عليه وسلم.
لكن لو أن الإنسان تفكر في هذه الآيات:{إِنَّ الْأِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً}[المعارج:١٩]{وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً}[الكهف:٥٤]{وَكَانَ الْأِنْسَانُ عَجُولاً}[الإسراء:١١]، {كَلَّا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى}[العلق:٦ - ٧]، {إِنَّ الْأِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}[العاديات:٦] أي جحود وكفور! فيظهر لك هنا أن الله عز وجل ذكر أخلاقاً مذمومة في الإنسان، منها: العجلة، والجدال، والطغيان، والجحد، والهلع، وفسره بقوله:{إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً}[المعارج:٢٠ - ٢١].
لو تأملنا في الأخلاق السيئة وتعرفنا على الأخلاق السيئة اجتنبناها، وإذا تعلمنا الأخلاق الحسنة شرعنا في اكتسابها.