كذلك من الضوابط في الانشغال في الدنيا: إخراج حقوق الله من ممتلكاتها؛ كتسليم الزكاة من المال، قال الله:{وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}[الأنعام:١٤١] وإخراج النفقات الواجبة على الزوجة والأولاد والوالدين المحتاجين، والصدقة:{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً}[البقرة:٢٤٥].
ثم الالتزام بالأحكام الشرعية في العمل الدنيوي على النحو المتقدم بيانه، وحسن القصد: أن يقصد بتجارته أو عمله وجه الله لا الأشر ولا البطر ولا التفاخر ولا التكاثر، وأن يقصد إعفاف نفسه عن سؤال الناس، والاستغناء عن الخلق، والانفاق على الأهل، وصلة الرحم، وابتغاء الأجر من الله عز وجل.
أيها الإخوة: إذا نوى التاجر بهذا هذا، ونوى الطالب بدراسته قوة المسلمين ونفعهم، وأردنا بأعمالنا الدنيوية وجه الله، والتزمنا بالضوابط؛ استطعنا التوفيق ولم نظلم طرفاً من الأطرف.
هذه القضية الحساسة والمهمة: التوفيق بين العمل الدنيوي والعمل الأخروي، هذه المسألة الكبيرة من فقهها والتزم بها وسعد في الدنيا سعد في الآخرة.
اللهم اجعلنا ممن يخافك ويتقيك، اللهم اجعلنا نخشاك كأنا نراك، وأسعدنا بتقواك، ولا تذلنا بمعصيتك إنك سميع مجيب، اللهم انصر المجاهدين، وانصر من نصر الدين، وأيدهم بملائكة من عندك يا رب العالمين.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.