ومن الأمور في عدم مراعاة الزوجة أن بعض الناس يعاقب زوجته أمام الخادمة، فيضربها ويشتمها أمام الخادمة ويصل به السوء أنه ربما انتصر للخادمة على زوجته، وقف في صف الخادمة، وكيف يكون شعور الخادمة وهي ترى الزوجة مطرودة من غرفة النوم إلى الصالة، والخادمة معززة مكرمة في غرفة وعندها سرير تنام عليه وهذه الزوجة في الأرض أو على قطعة من الأثاث؟ ومن المشكلات كذلك: أن بعض الناس من تسلطهم يرغم زوجته أن تتناقش معه في موضوع يريده، لا بد أن تتناقشي معي ولو كانت لا تحسن النقاش، فهذا رجل تشاجر مع زوجته بسبب نقاش يتعلق في قضية من القضايا السياسية ثم بعد ذلك ضربها في نهاية النقاش، فأين السياسة إذاً في معاملة الزوجة؟ يزعم أنها لا بد أن تكمل النقاش معه، وهذا هو الاستبداد بعينه.
ونسينا أن نذكر نقطة تتعلق بالنقطة التي قبل هذه، وهي قضية أن نضرب مثالاً على سوء الظن، نقول: هذه امرأة تضع يدها في جيب زوجها وتتفقد ما عنده من النقود، فإن كانت النقود التي في جيبه قليلة أخذت من نقودها وأضافت إلى نقود زوجها، في يوم من الأيام دخل البيت فوجد يد زوجته في جيبه، الله أكبر! هنا وقعت الواقعة كيف؟ أخذها واتهمها بالسرقة وأنها سبب نقص النقود في الأيام الماضية، مع أن المسكينة هي قصدها الخير، فنقول هنا: عدم التروي والتفكير في الأمور يوقع في هذه المشكلات، وفي المقابل هناك زوجات عندهن حب استطلاع مذموم، فهي تريد أن تعرف ماذا في جيب زوجها وماذا يوجد في أوراقه الخاصة، وهذا خطأ، فنقول للزوجة: ليس من شأنك أن تعرفي كم أموال الزوج، ليس من حقك أن تعرفي هذا، إذا أخبرك فالحمد لله، وإن لم يقل لك؛ فليس من الضرورة أن تعرفي كم عنده من أموال، وكم يوجد في جيبه، وماذا يوجد في أوراقه الخاصة، وأن تقرئي في مفكرة الهاتف، ليس من شأن الزوجة أن تفعل هذا.
فلتتق الله الزوجة في حب الاستطلاع الذي يكون قاتلاً في أحيان كثيرة.