وكذلك من المسائل المهمة: إظهار أحكام الشريعة، والتمسك بأحكام الشريعة، هناك فتاة أمريكية تعيش في أمريكا في إحدى المدن الأمريكية، أسلمت وهداها الله عز وجل، وارتدت الحجاب، والسبب أنها كانت تعمل على آلة الحساب -قبض النقود في إحدى المحلات- وأنها كانت ترى بعض النساء يأتين للشراء من المحل وهن في حجاب كامل لا يظهر منهن شيء، فهذا المظهر كان منظراً غريباً جداً في ذلك المكان، وفي يوم من الأيام سألت إحداهن عندما كانت تحاسب، وقالت: ما هذا الذي ترتدينه؟ ولماذا ترتدينه؟ فشرحت لها أنها امرأة مسلمة، وهي زوجة أحد الطلاب الذين يدرسون في تلك المدينة الجامعية، وأنها مسلمة والإسلام يفرض عليها الحجاب، والله أوجب الحجاب ستراً للمرأة وصيانةً لها إلخ فكان هذا شيئاً قدح في نفس تلك المرأة الكافرة الإعجاب بهذا الدين، قالت: فرجعت إلى بيتي، وأخذت قطعة طويلة من القماش، فغطيت بها رأسي، وارتديت معطفاً ذا كم طويل، فأعجبني منظره، وذهبت بعد ذلك إلى مركز إسلامي قريب لأسأل عن هذا الدين، وما مكوناته، وما هي شعائره، فاطلعت وقرأت حتى اقتنعت ودخلت في الدين، والتزمت الحجاب، ما هو السبب؟ إنه ذلك التمسك بأحكام الشريعة التي قامت به تلك المرأة في ديار الكفر، فوا عجبي من الذين إذا ذهبوا بزوجاتهم إلى الخارج يأمرونهن بعدم ارتداء الحجاب، ويقولون: نخشى من الاستهزاء، نخشى من السرقة، نخشى من السخرية! يصورون على أننا من كوكب آخر، يفعلون ويستهزئون، الحجاب في تلك البلاد سبب اهتداء بعض الكافرات، وهذا المسلم يأمر زوجته المسلمة أن تخلع الحجاب في الخارج، مع أنهم لا بد أن يناقشوا في سبب ذهابهم إلى تلك البلاد، وما مشروعية ذلك.