هناك زوجةٌ قذف الله الإيمان في قلبها، ودخل نور الهدى ونور القرآن إلى قلب هذه المؤمنة، فهي تريد أن تتمسك بشعائر الله وشرائعه.
فتاة آمنت بالله عز وجل، وتأثرت بفتياتٍ مؤمناتٍ صاحبتهن وصحبنها فأثرن فيها، فسلكت سبيل الالتزام بشرع الله عز وجل، فتريد أن تلتزم بالحجاب كاملاً، وتريد أن تمتنع من مصافحة أقارب زوجها، ومن الاختلاط بهم، والجلوس معهم، وتقديم الضيافة لهم، وهو إذا كان عاصياً لله فاسقاً ديوثاً يُقر الخبث في أهله يُريد منها أن تخرج إلى الضيوف، وأن تقدم إليهم الضيافة، وأن تجلس معهم، وأن تصافحهم، ويمنعها من الحجاب، ويمنعها من الذهاب إلى الفتيات المسلمات التي تتأثر بهن، أو اللاتي هن مشكاة نور ومصباح هداية هداية الدلالة والإرشاد التي تتأثر بها، ومنها هذه الفتاة.
فهو يحجبها ويمنعها من مخالطة الرفيقات الصالحات، فتصطدم معه، وستتعارض الرغبات، ولا يمكن التوفيق، فهي تريد أن تربي ولدها الصغير؛ لكي ينشأ شاباً في طاعة الله، وهو يريد من هذا الولد أن يكون معه في الشر، وأن يعلمه ويقتبس منه جميع أنواع الشرور والمعاصي، هو يريد أن يربي ولده على الخنوع والذل والأغاني والمنكرات والترف والميوعة بسائر أنواعها.
هنا أيها الإخوة! يحدث التضارب، ويحدث الصدام الذي لا بد منه بين كل حقٍ وباطل، والطريق هو:{وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[آل عمران:١٠١]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[آل عمران:٢٠٠] لا بد لهذه المرأة من الصبر على هذه اللأواء والشدة والضنك التي تواجهها من زوجها، ولن نفصل كما ذكرت آنفاً في طريقة المواجهة والعلاج؛ لأن هذا هو شرحٌ لمعنى الدعوة وكيفية مواجهة المصاعب، ولكن هذه الحقائق من الأشياء التي تحدث في البيوت، وتتكرر دائماً.