للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[علماء التابعين عند الموت]

وأما عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر الملقب بالعمري قال عند موته: [بنعمة ربي أحدث لو أن الدنيا تحت قدمي، ما يمنعي من أخذها إلا أن أزيل قدمي ما أزلتها، معي سبعة دراهم من لحاء شجرة فتلته بيدي] فهذه ثروته من الدنيا كلها، هذه السبعة الدراهم من عمل يده.

ويونس بن عبيد الذي شهد له أنه كان يطلب العلم لوجه الله ما حضره حقٌ من حقوق الله إلا وهو متهيئ له، لما حضرته الوفاة بكى، فقيل: ما يبكيك؟ قال: قدماي لم تغبرا في سبيل الله عزَّ وجلَّ، نظر إلى قدميه عند موته وبكى، وسئل عن سبب البكاء، فتحسر أنه لم يمشِ في الجهاد، ولم تغبر قدماه في سبيل الله عزَّ وجلَّ.

وعمرو بن شرحبيل رحمه الله حين حضرته الوفاة، قال: [إني ليسيرٌ للموت الآن، وما بي إلا هول المطلع.

ما أدع مالاً، وما أدع عليَّ من دين، وما أدع من عيال يهموني من بعدي، فإذا أنا مت، فلا تنعوني إلى أحد، وأسرعوا المشي، ولا ترفعوا جدثي، -أي: قبري- فإني رأيت المهاجرين يكرهون ذلك].

ولما حضر الموت إبراهيم بن يزيد النخعي قال وهو يبكي وسئل عن ما يبكيه فقال: [انتظار ملك الموت ما أدري يبشرني بجنة أو بنار؟].

ولما حضر إبراهيم بن هانئ الموت، قال لابنه إسحاق: [أنا عطشان، فجاءه بماء، فقال: غابت الشمس؟ قال: لا.

فرده، ثم قال: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} [الصافات:٦١] ثم خرجت روحه رحمه الله] فختم يومه بصوم، جاءه الموت وهو صائم ولم يشرب وهو عطشان، هذا كان حالهم رحمة الله عليهم.

اللهم اجعلهم من ورثة جنة النعيم، وألحقنا بهم يا رب العالمين، اللهم تب علينا إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم أحينا مؤمنين، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.