أيها الإخوة! هناك رجلٌ قذف الله الإيمان في قلبه، وهو متزوج، فعندما يريد أن يلتزم ويطبق أحكام الله عز وجل، فإن من أوليات التطبيق أن يطبق أحكام الله في بيته، فإذا أراد أن يطبق أحكام الله في البيت ويجعل هذا البيت ملتزماً بالإسلام، ويُخرج آلات اللهو والمنكرات من البيت، سوف يكون أول الواقفين أمامه زوجته، هذه التي لم يُقدر الله لها أن تلتزم بأحكام الإسلام، وأن يدخل الإيمان في قلبها.
وهنا يحصل التصادم بين الزوج وزوجته، فهي تريد أن تخرج متبرجة إلى السوق، وربما تخرج مع السائق، أو تخرج إلى تلك الحفلات والمجتمعات الساهرة الغارقة في الملهيات وفي كل ما يغضب الله عز وجل، وهو يريد أن يمنع زوجته من هذا الخروج المحرم.
وهي تريد أن تستمع إلى الأغاني وتشاهد الأشياء المحرمة، وهو يريد أن يمنع وقوع هذا الشيء.
وهي تريد أن تربي الأولاد على أشياء لا ترضي الله عز وجل، وهو يريد أن يمنع هذه الآثار السلبية ويحول دون هذه التربية السيئة التي تخرج الولد ولداً عاصياً، فيحصل التصادم وتحصل المشاكل، فإذا كان الرجل صاحب شخصية ضعيفة، ولم يكن الإيمان متمكناً في قلبه؛ فإن زوجته سترغمه على أن يسير في طريقها، وإن لم ترغمه على الرجوع إلى الواقع السيئ الذي كان يعيش فيه، فإنها على الأقل ستضطره إلى أن يكف عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وهذا لعمر الله وحده من الأدواء الخطيرة، ومن العوائق، أو من سبل الشيطان، وهو فخ عظيم من فخاخ الشيطان يقع فيه الزوج؛ إذا سكت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله يقول:{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}[طه:١٣٢]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم:٦] والطريق والعلاج هو قول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحسنة}[النحل:١٢٥] وهذه المسألة التفصيل فيها طويل، وهذا يعني أن نتكلم عن طريقة الدعوة، وهذا الكلام له مجالٌ آخر.