وقد ذكر لنا عليه الصلاة والسلام أموراً تساعدنا على هذا الأمر، فقال:(ابتسامتك في وجه أخيك صدقة) بالابتسامة رسالة ومظروف يذهب إلى قلب هذا المدعو فيعطي نوعاً من الألفة وتهيئة الجو من هذا التعارف، وكذلك يقول صلى الله عليه وسلم:(ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم) فإفشاء السلام أيضاً يهيئ الأمور للتعارف، وكذلك الدعوة إلى الوليمة والطعام وصنع المعروف مهيء للتعارف، وهكذا.
وأريد أن أذكر لكم قصة طريفة بهذه المناسبة وهي قصة واقعية: أراد شخص أن ينصح شخصاً، فقبل أن ينصحه قال: لا بد أن أتعرف عليه، كيف أدخل عليه هكذا، وأقول لا تفعل وأنت طيب، لا بد أن أتعرف عليه، كيف أتعرف عليه؟ لو قلت له الآن: ما اسمك؟ مستغربة، ماذا أفعل؟ هل أذهب وأدوس على قدمه وأقول آسف ثم أتعرف عليه؟ طريقة سخيفة، هل أقول له: الجو اليوم حار؟ سؤال مكشوف، هل ألبس حذائه مدعياً أني لبسته بالخطأ ثم أعتذر وأقول: ما اسمك وأين تسكن وما؟ فيها حرج شرعي، واحتار هذا الداعية، وفي النهاية قرر أن يسلك سبيل الصراحة فذهب إلى ذلك الرجل وقال له: يا أخ (شوف) أنا أريد أن أنصحك نصيحة وأريد أن أتعرف عليك ولكني فشلت ولم أجد سبيلاً للتعرف عليك، وأنا أريد أن أقول لك شيئاً فهلا عرفتني بنفسك، فكانت هذه الطريقة نافعة وليس على جميع الحالات ولكن الإنسان يقدر الأمور ولا يأتي بالأشياء التي تنافي الحكمة، ثم سارت الأمور سيراً حسناً.