ونحتاج -كما قلنا- في جانب السلوك والرقائق إلى التركيز على قضية الخشوع وتعليم الأولاد والأهل الأذكار والأدعية، أنا أعطيكم قصة حدثت معي: مرة كنت عائداً من المطار، وركبت مع سائق "ليموزين" باكستاني، وفي الطريق عطست فقلت: الحمد لله، ولم يرد علي، فقلت له: ما اسمك؟ قال: فذكر اسماً من أسماء الناس في تلك البلاد، فقلت له: أنت مسلم؟ قال: نعم مسلم سني.
فقلت له: حسناً ماذا ترد على الرجل إذا قال: الحمد لله بعد عطاسه؟ قال: لا أدري.
هذا شيء بسيط! فذكرت له هذا الأدب، ثم أشياء أخرى بعد الصلاة وفي النوم وقبل الخلاء، فإذا بالرجل يكاد لا يعرف من الأذكار إلا ذكر الطعام فقط "باسم الله والحمد لله"! ثم قال: أنا لي أربع سنوات وما أحد فتح معي موضوعاً في الدين وهو ماشي معي في السيارة! إذاً: عندنا تقصير يا إخوان، أحياناً الخير بجانبنا وليس صعباً ولا يحتاج إلى جهد لكن نقصر فيه، كم مرة تركب "ليموزين" في البلد؟ كم مرة فكرت أن تغتنم هذه الفرصة لتعلم هذا الشخص شيئاً من الدين؟ إذاً: نحن نحتاج إلى التأكيد على قضية الأخلاق والآداب الشرعية.