للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ضوابط اللهو والفرح في الأعياد]

واعلموا رحمكم الله تعالى أن إظهار الفرحة بالعيد سنة، ولكن الناس أنفسهم يظلمون، ولذلك صارت هناك كثيرٌ من المخالفات الشرعية، ولا بد أن نشير إشارة إلى هذا الموضوع وهو مسألة اللهو وما يجوز منه وما يباح في العيد، فقد روى البخاري رحمه الله تعالى عن عائشة قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان -زاد مسلم بدف- فاضطجع على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم -يستنكر- فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (دعهما) وهذا يدل على جواز ضرب النساء بالدف في العيد، وعلى جواز الغناء بالمباحات من الكلام والشعر في العيد، لكنه لا يدل أبداً على استخدام الموسيقى والمعازف في العيد، فإن المرخص به هو الدف وأبو بكر قال: مزمارة الشيطان! استنكر حتى الدف، حتى أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالكف عن الإنكار، ولا حجة في الحديث أبداً لسماع غناء النساء، فإن عائشة قالت: وعندي جاريتان، يعني: بنتان صغيرتان، فأين غناء الجاريتين الصغيرتين بشعرٍ، فيه ذكر الحرب أو الكلمات المباحة بدفٍ، أين هذا من غناء النساء الكبيرات بالمعازف والعود والطبل والكمنجة وغير ذلك من الآلات الوترية والكهربائية وغيرها من أنواع المعازف، وسماع الرجال لهذا؟! ومع الأسف إن الذين يجيزون الغناء الموسيقي، وغناء النساء الكبيرات، وسماع الأغاني يستدلون بهذا الحديث فتباً لهم على استدلالهم! وتعساً لهم على طريقتهم المنحرفة! فإنهما جاريتان صغيرتان تضربان بالدف بكلامٍ مباح، أين هذا من غناء النساء الكبيرات بالأصوات الفاتنة، بالكلام الماجن، وذكر الحب والغرام، ووصف النساء والتشبيب بهن، وذكر الحب والعشق، ونحو ذلك من الألفاظ السيئة عند الرجال؟! أين هذا من هذا؟! فإذاً اللهو المباح لا بأس به، والنساء يضربن بالدف في الأعراس لا بأس به، وفي الأعياد لا بأس به، وفي توابع الأعراس لا بأس به، وفي توابع الأعياد لا بأس به، وأما أن يكون هذا لنساء كبيرات بمحضر من الرجال فهو حرام ولو بالدف، بل ولو بدون دف، لأن أصوات النساء الكبيرات فتنة للرجال، يحرك الشهوة ويبعث على الفتنة، يحرك كل كامن، ولذلك فإن تهييج الكامن وتحريك الساكن بالغناء المحرم لا شك أنه مما يسخط الله تعالى، فلا حجة في هذا الحديث أبداً لسماع الرجال لغناء النساء الكبيرات والبالغات بالأصوات الفاتنة، بهذه الكلمات الماجنة بالأدوات الموسيقية المختلفة.

أما اللهو المباح، جوار صغيرات (بنات صغيرات) يغنين بأهازيج وأناشيد مباحة فلا بأس به.