أما البيوت فإنها نعمة عظيمة امتن الله بها على عباده فقال:{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً}[النحل:٨٠] قال ابن كثير رحمه الله: يذكر تبارك وتعالى تمام نعمه على عبيده بما جعل لهم من البيوت التي هي سكن لهم يأوون إليها، ويستقرون بها، وينتفعون بها من سائر وجوه الانتفاع.
وأنت تعلم أيها الأخ المسلم مدى نعمة الله عليك في البيت عندما تتذكر أكلك أين يكون، وراحتك أين تكون، ونكاحك لأهلك أين يكون، وخلوتك أين تكون، واجتماعك بأهلك وأولادك أين يكون.
وتأمل في أحوال الناس الذين لا بيوت لهم ممن يعيشون في الخيام، أو يفترشون أرصفة الطرقات كيف يكون وضعهم، وعندما تسمع وتتذكر من قصص الناس الذي لا بيوت لهم كما يقول أحدهم: إن ثيابي في سيارتي ولا مكان ثابت لي، فأنا أنتقل من بيت فلان، إلى حجرة فلان، إلى الفندق الفلاني لأنام فيه، وأحياناً أنام على رصيف الشارع عندما تتذكر هذه المسألة تعلم فعلاً بأن البيت نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل.
البيت مكان لستر المرأة، ولصيانتها، النساء بدون بيوت كيف تكون أوضاعهن؟ ولذلك قال الله عز وجل:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}[الأحزاب:٣٣] ولما انتقم الله من يهود بني النضير الذين كانوا بقرب المدينة قال الله عنهم: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ}[الحشر:٢] ثم قال: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}[الحشر:٢] فالبيت أيها الإخوة مكانٌ يقضي فيه الناس كثيراً من أوقاتهم، خصوصاً في الحر الشديد، والبرد الشديد، والأمطار، وفي أول النهار وآخره، وأوقات الإجازة.