ومن فوائد تشميت العاطس وقول: يرحمك الله، حصول المودة والتآلف بين المسلمين، وعندما نقول له: يرحمك الله؛ ففيها تأديب له بكسر نفسه عن الكبر، وحمله على التواضع؛ لأن ذكر الرحمة يقترن بالذنب الذي لا يعرى عنه هذا العاطس ولا غيره، فعندما نقول: يرحمك الله نذكره بأنه مذنب وأن عليه أن يتواضع لله سبحانه وتعالى، ونكسر كبرياءه بإشعاره بالحاجة إلى رحمة ربه، وفيه نفع له بالدعاء له بالرحمة، وهذه من محاسن دين الإسلام؛ أنه حتى الحركات الطبيعية النفسية الجسدية التي تصدر من الشخص لها آداب وسنن وأذكار.
ولننظر إلى محاسن هذه الشريعة وجمالها عندما تأتي بهذا التكامل، وبهذا الترابط بين المسلمين، إذا عطس رجل بجانبك تقول له: يرحمك الله، ولو لم يكن بينك وبينه معرفة، فتدعو لشخص ليس بينك وبينه معرفة.