للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صلاح الدين وجهوده في إصلاحات بيت المقدس]

عمد صلاح الدين رحمه الله إلى بيت المقدس فعمل فيه إصلاحات كثيرة، فمثلاً: كان النصارى قد أدخلوا بعض المسجد الأقصى في أبنيتهم، وبنوا على وجه المحراب داراً، وجعلوا المحراب مخزناً، واتخذوه مستراحاً، كما بنوا على الصحن كنيسة، وستروها بالأبنية، وملئوها بالصور، ونصبوا عليها مذبحاً، وعملوا مكاناً للرهبان، وأقاموا على رأس قبة الصخرة صليباً كبيراً، ولما دخل صلاح الدين أزال كل ما عمل الصليبيون في هذا المكان من الأمور المستحدثة، وكسرت الصلبان، وحولت الكنائس إلى مساجد، وجعل بيوت عظماء النصارى استراحات ومضافات لفقراء المسلمين، ولما تسلق بعض المسلمين إلى أعلى القبة واقتلعوا الصليب الذي سقط متكسراً، صاح الناس كلهم المسلمون والمشركون النصارى؛ فأما المسلمون فصاحوا فرحاً، وأما النصارى فصاحوا توجعاً وتألماً، ثم بدأ بعمارة المسجد الأقصى وتحسينه وتوسيعه، وخص المحراب باهتمام زائد عكس ما فعل به أولئك النصارى، وأتى بمنبر كان نور الدين محمود صنعه في حلب له كان يتمنى أن يخطب عليه في بيت المقدس أتى به صلاح الدين وجعله في بيت المقدس ليخطب عليه، وكذلك حصَّن هذه المدينة مرة أخرى حتى لا تعود إلى الكفرة ولم تعد إليهم إلا بعد أن دخلتها هذه الشرذمة من اليهود.