ومن الأشياء التي تسبب المشكلات أيضاً: الأشياء التي تقع فيها مشكلات رتابة الحياة وعدم دخول عناصر التشويق أو التغيير، فأحياناً تكون الزيارات أو بعض السفريات المباحة أو الشرعية من الأشياء التي تجدد العلاقة الزوجية، أو ترك الزوجة تذهب لأهلها فترة من الزمن تجدد وتغير الروح في البيت وفي الحياة الزوجية، وينبغي أن نتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب الترويحي، وإليكم هذا الحديث العظيم وأنتم تعرفونه: عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي جارية حديثة السن، فقالت:(لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال لأصحابه: تقدموا فتقدموا، ثم قال: تعالي أسابقك، قالت: فسابقته فسبقته على رجلي، فلما كان بعد -وفي رواية- فسكت عني حتى إذا حملت اللحم؛ مضت سنوات وبدنت ونسيت ما مضى خرجت معه في سفر مرة فقال لأصحابه: تقدموا فتقدموا، ثم قال: تعالي أسابقك، ونسيت الذي كان وقد حملت اللحم فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله! وأنا على هذه الحال؟ فقال: لتفعلن، فسابقته فسبقني فجعل يضحك وقال: هذه بتلك السبقة) صلى الله عليه وسلم.
والله إننا إذا تأملنا في حاله عليه الصلاة والسلام مع زوجته لندهش فعلاً من حال هذا النبي الكريم في مشاغله الكثيرة، ثم بعد ذلك يراعي حاجة الزوجة في الترفيه، ويفعل هذا الأمر الذي بعضنا الآن لو ذهب إلى منطقة بر لا يرى أحداً أبداً يقول: لا.
كيف أفعل هذه، يا أخي! رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله فهل أنت أفضل أم رسول الله؟ مكان الفتنة لا يجوز -أصلاً- أن تذهب بزوجتك إليه فضلاً عن أن تسابقها فيه أو تضاحكها فيه، وهذا صلى الله عليه وسلم أيضاً من ملاطفته لزوجته تقول عائشة:(كنت أشرب وأنا حائض -أي: من إناء النبي- فيضع فاه على موضع فيَّ فيشرب وأتعرق العرقة من اللحم آكل وأنا حائض، ثم أناوله النبي فيضع فاه على موضع فيَّ) رواه مسلم في صحيحه.
بعض الناس يقول: هذه حائض نجسة لا أحد يأكل معها.
وهذه عائشة تقول:(كان أناس من الحبشة يلعبون بحرابهم في المسجد، فسترني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أنظر إليهم، سترها بجسده وقال: تريدين أن تنظري؟ قلت: نعم.
فما زلت أنظر حتى كنت أنا أنصرف، حتى شبعت بل وقالت: ما بي نظر ولكن ليرى نساءه قدري عنده).
قالت عائشة في الحديث الذي رواه البخاري:[فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن] تعني: المرأة تحتاج إلى نوع من الترفيه.
وأظن أننا سنتوقف هنا ولم يكتمل الموضوع بعد من أجل الصلاة وبعد الصلاة إن شاء الله بقي موضوع ربما عشر دقائق سنكمله، وإذا توفر وقت سنجيب عن بعض الأسئلة والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ونكمل أيها الإخوة! في آخر ما يتعلق بأسباب المشكلات الزوجية ومن ذلك ما يقع بين الزوج وأهل الزوجة، وما يقع بين الزوجة وأهل الزوج.