رابعاً: الإسلام دين عظيم يحتاج إلى شخصيات عظيمة لحمله ونشره؛ شخصيات تملك فقهاً في الدين، وثقافات حتى في أمور الجاهليات الأخرى؛ لأن من لا يعرف الجاهلية لا يمكن أن يسير في الإسلام سيراً حسناً، لا بد أن يكون هناك أشخاصٌ يحملون هذا الدين، وهذا الدين متين، لكنهم يحملونه بفقههم، وما آتاهم الله من قوة يسخرونها من أجل الاستمساك بهذا الدين فقه للواقع، وحاضر العالم الإسلامي، والتيارات المنحرفة المؤثرة وغيرها، يتمتعون بصبرٍ واحتمال، وطاعةٍ لله، وتجرد وثباتٍ على المنهج، وثقةٍ به، وتضحية من أجله يتمتعون بقدرة على الإدارة والتخطيط والتنسيق والانتقاء، ومعرفة الطاقات وتشخيص أمراض الأمة والقدرة على علاجها، هؤلاء الذين لهم علمٌ بطبائع الناس وكيفية جذبهم إلى طريق الحق، هؤلاء الناس لا يمكن إعدادهم إلا بتربية من أجل هذا الدين، ومن أجل أنه متين وعظيم لا بد من عظماء يحملونه، فلا يحمله السفهاء، ولا يحمله الدهماء، ولا العامة، وإنما يحمله قلةٌ تنقذ الموقف.