كان رحمه الله لطيفاً؛ يلاطف الصغار، وكان في طريقه بين البيت والمسجد مدرسة ابتدائية، فإذا مر بها وقت خروج الطلاب سلم عليهم ولاطفهم ومازحهم، فجاءه مرة طفلٌ يقول: يا شيخ! أجب لي على أسئلة هذه المسابقة، فقال: أجيب لكن إذا فزت فعليك أن تعطيني نصف الجائزة، وجاءه مرة طفل إلى حلقته في المسجد -سبحان الله! عندما يكون العلماء مأوى حتى الأطفال- وجعل يخترق الطلبة، ويتخطى الرقاب، والطلاب يستغربون من هذا الطفل الذي يتجه إلى الشيخ وقت الدرس الجاد، حتى وصل الطفل إلى الشيخ وقام على رأسه، قال له ببراءة الأطفال: أعطني ريالاً جديداً، فلم يتردد الشيخ لإعطائه ريالاً وبكل سرور، ولعلها كانت ملحة وترويحاً للطلاب.
كان الشيخ رحمه الله ذا فكاهة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً، ولا يكاد يخلو درسٌ من الدروس العامة للشيخ من مثل هذه المفاكهة والممازحة، فكان الشيخ يتكلم ذات مرة في درسٍ من دروس الفقه عن عيوب النساء في أبواب النكاح، فسأله سائل وقال: إذا تزوجت ثم وجدت زوجتي ليس لها أسنان فهل هذا عيب يبيح لي طلب الفسخ؟ فضحك الشيخ وقال: هذه امرأة جيدة حتى لا تعضك.
وسأله سائلٌ قال: شخصٌ كبيرٌ في السن ولا يستطيع الصوم، ويطعم عن كل يوم مسكيناً، وفي يوم من أيام رمضان أراد أن يأتي أهله -العجوز هذا- فهل يجوز؟ فضحك الشيخ وقال: أولاً أخبرني: هل زوجته عجوزٌ مثله أم لا؟ وجاء مرة رجلٌ مسلمٌ أعجميٌ من أهل الباكستان يريد أن يسأل الشيخ، وكان يناديه: يا شيك! يا شيك! لأن الأعجمي لا يستطيع نطق الخاء، فقال السائل المسلم: يا شيك! يا شيك! فقال له الشيخ محمد: والله إني شيك بمائة وعشرين ألف ريال، وهي الدية.
وجاءه شخصٌ من العامة أثناء دروسه في الحرم، وهو جالس على كرسيه، فجاءه من الخلف، والشيخ يشرح، ويقول: عندي سؤال يا شيخ! فقال الشيخ: ما رأيك لو تسورت المحراب، فأصر العامي على السؤال ولم يعرف طبيعة الدرس والشيخ يمازحه ويلاطفه ولا يجيبه، فلما أصر هذا الرجل العامي توجه الشيخ للطلبة، وقال: هل تسمحون له بالسؤال، فكلهم أجاب: أن نعم، فأجابه ثم انصرف.